كانتا في حكم الواحدة ، فكما زيدتا معا ، حذفتا معا ، وأمّا في الثاني : فلأنه لما حذفت الأخير مع صحته وأصالته ، حذفت المدة الزائدة ، لئلا يرد المثل (١) السائر (صلت على الأسد وبلت عن النّقد).
(وان كان مركبا) (٢) ويعلم (٣) من بيان شرط الترخيم أنه لا يكون مضافا ولا جملة مثل : (بعلبك وخمسة عشر) علمين (٤) (حذف الاسم الأخير) فيقال في (بعلبك) (٥) (يا بعل) وفي (خمسة عشر) (يا خمسة) لنزوله منزلة تاء التأنيث في كون كل منهما (٦) كلمة على حدة صارت بمنزلة الجزء.
(وأن كان غير ذلك) المذكور من الأقسام الثلاثة (فحرف واحد) (٧) أي : فيحذف
__________________
(١) وهذا المثل يضرب على حذف الحرف الصحيح مع أصالته ، ولا حذف الحرف المد الزائد ؛ لأن حذفه مع الأصالة وثبوتها مع الفرعية يشبه توجه الرجل على الأسد وخوفه وفراره من الغنم الضعيف ، ولأن الحرف الصحيح الأصلي إذا حذف بالترخيم بالحرف الضعيف الزائد يكون أولى بالحذف بالترخيم (لمحرره).
(٢) أي : مركبا من الاسمين بقرنية قوله : (حذف الاسم الأخير) فيخرج المركب من تاء التأنيث مثل طلحة وسعلاة من هذه القاعدة ، ودخل في قوله : (وإلا فحرف واحد) فإن قلت : يجوز أن لا يكون المنادى المرخم مركبا من اسمين ولم يكن الجزء الأخير أيضا حرفا واحدا ففي أي : ضابطة تدخل هذه الصورة ، قلت : هذا نادر إلا في المركب من لام التعريف والاسم مثل الرجل أو المركب من الفعل والاسم وهما لا يقعان منادى مرخما أما الأول فظاهر وأما الثاني فلأنه جملة فلا يرخم منها (عصمت).
(٣) هذا دفع توهم نشأ من المتن وهو أنه ذكر قبيل هذا في بيان شرط الترخيم أن لا يكون جملة ولا مضافا ثم ذكر هنا في كمية المحذوف وإن كان مركبا والجملة مركب ثم قدر لدفع التوهم (لمحرره).
(٤) لا حاجة إلى التقييد بالعلمية بالنسبة إلى بعلبك فإنه لا يكون إلا علما بخلاف خمسة عشر ، فالأولى أن يقول علما ليكون قيدا في خمسة عشر فقط (داود).
(٥) فإن بعلبك وخمسة عشر ليسا كالمضاف والجملة ؛ لأن بعلبك وخمسة عشر كلمتين ليس فيهما إسنادتان كما في الجملة فإن فيه إسناد ولا كمضاف ؛ لأنهما يكونان كلمة واحدة بعد التركيب والمضاف مع المضاف إليه هما مركب وليس كلمة واحدة.
(٦) لأن كل واحد منهما زيادتان ألحقت بآخر الاسم وجعلت من تمامه حيث أجري الإعراب على تلك الزيادة وكذلك فتح ما قبل كل واحد منهما (سيدي).
(٧) قال فحرف واحد فالمحذوف حرف واحد إلى هنا بالجملة الاسمية بقرنية الفاء لكون هذا ـ