وثانيهما : لزومها للكلمة.
(يا ألله) لأن أصله (١) (الآله) فحذفت الهمزة ، وعوضت اللام عنها ولزمت (٢) الكلمة ، فلا يقال في سعة الكلام (لاه).
ولما لم يجتمع (٣) هذان الامران في موضع آخر اختص هذا الاسم بذلك الجواز ولهذا قال (خاصة).
وأما مثل : (النّجم والصّعق وإن كانت اللام لازمة في مثلها لكن ليست عوضا عن محذوف ، وأما (الناس) وان كانت اللام فيه عوضا عن الهمزة ؛ لأن أصله (أناس) (٤) لكن ليست لازمة للكلمة ؛ لأنه يقال : (ناس) في سعة الكلام ، فلا يجوز أن يقال (يا النجم) و (يا الناس) ولعدم جريان هذه القاعدة في (التي) في قولهم :
__________________
ـ المحذوفة لاجتماعها معها في الأصل وجوابه بعد تسليم عدم جواز اجتماع العوض والمعوض عنه أن التعريف في الإله من قوله : (إلا له) من الحكاية لا من المحكي ومراده أن الله أصله إله منكر كما ذكر في تفسير القاضي وإنما دخل حرف التعريف في خبر المبتدأ إفادة للحصر كما في زيد الأمير (كذا في حاشية المطول).
(١) لدفع العموم الذي ذهب إليه الكنانة من تسمية أصنامهم وأدغمت اللام في اللام ومن ثم يقطع الهمزة في النداء (قدمي).
(٢) لعدم وجود شيء من إفراده هذه القاعدة الكلية في الخارج إلا فرد واحد فقط مع إمكان الغير وهو يا الله وهذا من قبيل الكلي المنحصر في فرد واحد مع إمكان كالشمس فراجع (داود).
(٣) كلمة خاصة إشارة إلى ثلاثة أحكام يختص بها لفظ يا الله في باب النداء ، الأول : قطع همزته ، والثاني : اختصاص ندائه بكلمة يا من بين حروف النداء ، والثالث : اجتماع حرف النداء باللام وإن كان الأخير أشد تناسبا بالمقام ثم من خصائص هذا اللفظ في باب النداء أنه يحذف حرف النداء منه ويعوض الميم المشددة ويؤتي في آخره فيقال اللهم بمعنى يا الله (عصام).
ـ أي : خص ذلك خصوصا لامتناع التوسط إياه ؛ لأن يستلزم المتعدد وها للتنبيه والله تعالى عن التعدد (هندي).
ـ بل يجب أن يقال بتوسط أحد الأمور الثلاثة المذكورة بأن يقال مثلا يا أيها النجم ويا أيها الناس (لمحرره).
(٤) وإنما جاز (يا) التي ؛ لأن اللام زائدة فيه ؛ لأن الموصول هو التي فقط بدون اللام وإنما جيء باللام لتحسين الكلام ويقال إنما جيء ههنا لاستقامة الوزن في الشعر (قدمي).