في الأغلب حكم الأول (١) إعرابا وبناء ، نحو : يا زيد زيد ، وقد يجوز اعرابه رفعا ونصبا.
وكأن المختار عند المصنف ذلك ، لذلك لم يقيد التأكيد بالمعنوي (والصفة) مطلقا(٢) (وعطف البيان) كذلك (والمعطوف) بحرف (الممتنع دخول (يا) عليه) يعني: المعرف باللام بخلاف البدل والمعطوف الغير الممتنع دخول (٣) (يا) عليه ، فإن حكمهما غير حكمها كما سيجيئ.
(ترفع حملا (٤) على لفظه) الظاهر (٥) ...
__________________
(١) لأن الثاني عين الأول لفظا ومعنى فكان حرف النداء باتره كما باتر الأول
ـ قال الأصمعي : لا توصف المنادى المضموم لشبهه بالمضمر الذي لا يجوز وصفه فارتفاع الظريف في قولك : يا زيد الظريف على تقدير أنت الظريف وانتصابه على تقدير أعني الظريف وليس بشيء ؛ إذ لا يلزم من مشابهته كونه مثله في جميع الأحكام (رضي).
(٢) أي : سواء كانت صفة جرت على من هي له أو صفة غير من هي له سواء كانت ممتنعة دخول الياء عليه أو غير ممتنعة وقوله : (عطف البيان كذلك أي : مطلقا سواء كان ممتنعا دخول الياء عليه أو غير ممتنع (هندي).
(٣) المراد من يا مطلق حرف النداء ؛ إذ ذكره بطريق مثلا ويجوز أن يراد خصوصها بسبب أن امتناع دخولها يستلزم امتناع دخول أخواتها وبالعكس قيل : لم يقل والمعطوف باللام مع أنه أخص ليشعر إلى مانع كونه منادى مستقلا وهو امتناع دخول حرف النداء عليه وليخرج عنه مثل يا محمد والله لتعين الرفع في الله ، وإذا فسر الممتنع دخول (يا) عليه بالمعطوف المعرف باللام يدخل فيه مثل هذا التركيب مع أن المعطوف فيه مرفوع ليس إلا فعلى هذا تفسير الشارح بقوله : (المعرف باللام ليس كما ينبغي (عصمت).
(٤) لكان الاتحاد بينهما من حيث الأفراد كما يؤخذ هذا القيد من قوله : (المفردة فإن ترتيب الحكم على المشتق يشعر بعلية مأخذ الاشتقاق (داود).
(٥) قوله : (جملا على لفظه الظاهر) إن كان رفعه ملفوظا والمقدر أن كان رفعه مقدرا نحو : يا قاضي العالم ، أو المحل نحو يا هؤلاء الكرام ، فإن قيل : المنادى في المثال الأخير ليس بمضموم المحل بل منصوب قلنا مضموم المحل باعتبار أنه لو وقع موقعه مفرد معرفة في الأصل باعتبارين كما في هذاني عجيب من ضرب هذا الرجل فإن محله الجر باعتبار كونه مضافا إليه والرفع باعتبار كونه فاعلا للمصدر من حيث المعنى ولهذا جاء في تابعه الرفع والجر نحو عجبت من ضرب الرجل العالم بالرفع والجر (وجيه الدين).