خير منك ، لوجب تقديمه أيضا (١) (مثل : أفضل منك أفضل مني) دفعا (٢) للاشتباه.
(أو كان الخبر فعلا له) أي : للمبتدأ (٣) ، احتراز عما لا يكون فعلا له كما في قولك : زيد قام أبوه ، فإنه لا يجب فيه تقديم المبتدأ على الخبر ، لجواز أن يقال : قام أبوه زيد ، لعدم الالتباس (٤) (مثل : زيد قام ، وجب تقديمه) أي : تقديم المبتدأ على الخبر في هذه الصورة أمّا في الصورة الأولى (٥) ، فلما ذكرناه (٦).
وأما في الصورة الأخيرة فلئلا يلتبس المبتدأ بالفاعل (٧) إذا كان الفعل مفردا ، مثل : زيد قام ، فإنه إذا قيل : قام زيد ، التبس (٨) المبتدأ في الفاعل (٩) أو بالبدل عن
__________________
(١) أي : كما وجب تقديمه إذا كانا متساويين في قدر التخصيص مثل أفضل منك ، أفضل مني ، وثوبنا ثوبكم ، فإنهما مخصوصان بنوع واحد من التخصيص وهو التخصيص بمعمول مثله.
(٢) علة لوجوب تقديم المبتدأ على الخبر إذا كانا معرفتين ، أو متساويين في أصل التخصيص لا في قدره. (ه).
(٣) أي : يصح المبتدأ أن يكون فاعلا لذلك الفعل ، أو تأكيدا لفاعله أو تأخر المبتدأ مثل : أنا قمت وأنا سعيت في حاجتك. (توقادي).
(٤) ومن الواجب تقديم ما وقع خبره بعد الفاء نحو : الذي يأتيني فله درهم ، ومنه قوله : (ما اقترن الخبر بإلا لفظا) كقوله تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)[آل عمران : ١٤٤] ، أو معنى كقوله : (إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ)[هود: ١٢] ومنه ضمير الشأن. (جلبي).
(٥) حذرا من تأخير ذي التصدير في الأول وهو ما اشتمل على ما له صدر الكلام ، وبالالتباس في الثاني وهو إذا كانا معرفتين ، والثالث وهو أو كانا متساويين. (خبيصي).
(٦) من العلل ، وهو قوله : (حفظا الصدارة في الأول) ، وقوله : (دفعا لاشتباه في الثاني والثالث).(ع م).
(٧) فإن قلت : إن زيدا على التقدير ليس مبتدأ ؛ لأنه يجوز أن يكون بدلا من أبوه ، فإن أبوه فاعل ، وزيد يكون بدلا منه ، قلت : لا يجوز أن يكون بدلا ؛ لأنه لو كان بدلا يلزم الإضمار قبل الذكر وإنه غير جائز كما مر غير مرة.
(٨) يعني : لم يعلم أن زيدا فاعل للفعل والكلام جملة واحدة ، أو مبتدأ مؤخر والفعل تميله مع فاعله خبر عنه ، والكلام جملتان ، يعني جملة اسمية مؤكدة ، خبرها جملة فعلية ، فوجب تقديم المبتدأ لإزالة هذا الاتباس. (توقادي).
(٩) فإن قلت : قد وقع التباس المبتدأ بالفاعل في القسم الثاني من المبتدأ في قائم زيد لو جعل زيد مبتدأ وأقام خبره ، والتباس المبتدأ بالخبر والفاعل بالمبتدأ أيضا لو جعل أقام القسم الثاني ـ