أبي خازم محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء ، أنا منير بن أحمد بن الحسن ، أنا علي بن أحمد بن إسحاق ، نا أبو مسهر أحمد بن مروان الرّملي ، نا الوليد بن طلحة ، ثنا ضمرة بن ربيعة ، قال : إنما كان سبب (١) زيد بالعراق أنه ـ يعني يوسف بن عمر ـ سأل القسري وابنه عن ودائعهم فقالوا : لنا عند داود بن علي وديعة ، وعند زيد بن علي وديعة. فكتب بذلك إلى هشام فكتب هشام إلى صاحب المدينة في إشخاص زيد بن علي وكتب إلى صاحب البلقاء في إشخاص داود بن علي إليه ، فقدما على هشام فأما داود بن علي فحلف لهشام : أنه لا وديعة لهم عندي فصدّقه ، وأذن له بالرجوع إلى أهله ، وأما زيد بن علي فأبى أن يقبل منه وأنكر أن يكون لهما عنده شيء ، فقال : أقدم على يوسف ، فقدم على يوسف فجمع بينه وبين يزيد وخالد فقال : إنما هو شيء تبردت به ، ما لي عنده شيء ، فصدّقه وأجازه يوسف ، وخرج يريد المدينة فلحقه رجال من الشيعة ، فقالوا له : ارجع فإنّ لك عندنا الرجال والأموال ، فرجع وبلغ ذلك يوسف.
قال ضمرة : فسمعت مهلّبا يقول : أمر يوسف بالصلاة جامعة فمن لم يحضر المسجد فقد حلت عليه العقوبة ، قال : فاجتمع الناس وقالوا : ننظر ما هذا الأمر ، ثم نرجع ، قال : فاجتمع الناس فأمر بالأبواب فأخذ بها فبنى عليهم.
قال : وأمر الخيل فجالت في أزقة الكوفة ، قال : فمكث الناس ثلاثة أيام وثلاث ليال في المسجد يؤتى الناس من منازلهم بالطعام يتناوبهم الشّرط والحرس ، قال : فخرج زيد على تلك الحال ، فلم يلبث أن ترتفع الشمس حتى قتل من يومه ، لم يخرج معه إلّا جميع (٢) ، فأخذه رجل في بستان له ، وصرف الماء عن الساقية وحفر له تحت الساقية ودفنه ، وأجرى عليه الماء ، قال : وغلام له سندي في بستان له ينظر فذهب إلى يوسف فأخبره فبعث فاستخرجه ثم صلبه.
قال ضمرة : فمن يومئذ سميت الرافضة ، أتوا إلى زيد فقالوا : سبّ أبا بكر وعمر نقوم معك وننصرك ، فأبى فرفضوا ذلك فسموا يومئذ روافض ، فالزيديّة لا تستحل الصلاة خلف الشيعة.
__________________
(١) كذا بالأصل وبغية الطلب ومختصر ابن منظور وبحاشيته : ولعل يريد سبب مقتل زيد.
(٢) كذا بالأصل وم ولعله يريد : جمع.