علي بن عبيد الله بن محمد الهمداني ـ بمصر ـ أنا أبو الحسن علي بن محمد بن موسى التّمّار الحافظ ، نا أبو يحيى محمد بن إبراهيم بن فهد بن حكيم الساجي ، ثنا أبو الفضل رزق الله بن موسى ، نا شبابة بن سوّار ، نا جعفر بن مرزوق الباهلي ، عن عتّاب بن بشير ، عن عبد الرحمن بن سابط المخزومي ، عن سعد أو سعيد بن عامر الجمحي ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم : «يا أبا بكر تعال ، ويا عمر تعال إني أمرت أن أؤاخي بينكما بوحي أنزل عليّ من السماء ، وأنتما أخوان في الدنيا وأخوان في الجنة ، فليسلّم كل واحد منكما على صاحبه وليصافحه» ، فأخذ أبو بكر بيد عمر ، فتبسّم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «يكون قبله ويموت قبله ، يا زبير تعال ، يا طلحة تعال ، أمرت أن أؤاخي بينكما ، فأنتما أخوان في الدنيا ، وأخوان في الجنة ، فليسلّم كل واحد منكما على صاحبه وليصافحه» ، ففعلا ، ثم قال لأبي عبيدة بن الجرّاح ولسالم مولى أبي حذيفة مثل ذلك ، ففعلا ، ثم قال لأبيّ بن كعب ، ولابن مسعود مثل ذلك ، ففعلا ، ثم قال لمعاذ ولثوبان مثل ذلك ، ففعلا ، ثم قال لأبي طلحة ولبلال مثل ذلك ، ففعلا ، ثم قال لأبي الدّرداء وسلمان مثل ذلك ، ففعلا ، ثم قال لسعد بن أبي وقاص وصهيب مثل ذلك ، ففعلا ، ثم قال لأبي ذرّ ولهلال مولى المغيرة بن شعبة مثل ذلك ففعلا ، ثم قال لأبي أيوب الأنصاري ولعبد الله بن سلام مثل ذلك ففعلا ، ثم قال : «يا أخي ، يا أسامة تعال ، ويا هند تعال» ـ حجّاما كان يحجم النبي صلىاللهعليهوسلم الذي شرب من دم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ فقال لهما مثل ذلك ففعلا» ، قال : فالتفت عبد الرحمن بن عوف إلى عثمان بن عفان ، فقال : إنّا لله وإنا إليه راجعون ، هلكنا ما لنا لا يلتفت إلينا ، نعوذ بالله من معتبته ومن موجدة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
فالتفت إليهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «الله ما الله لكما بماقت ولا رسوله عليكما بواجد ، وانكما لتكرمان على الله وعلى رسوله وعلى ملائكته ، ولكن أردت أن أدعو بكما نهاني الملك الذي نزل بهذا الأمر من عند الله فقال : أخّرهما فإنهما غنيان ، وإنما أخرتكما لأموالكما وكذلك يحاسب الناس يوم القيامة ، يعجّل حساب الفقير ويؤخر حساب الأغنياء ، وهم في الحبس الشديد ، وأنتما أخوان في الدنيا ، وأخوان في الجنة فليسلم كل واحد منكما على صاحبه ويصافحه» ، ثم قال لهما : «أرضيتما» ، قالا : نعم ، الحمد لله الذي لم يفضحنا. فقال لهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أزيدكما؟» ، قالا : بلى يا رسول الله ، قال : «فإنكما أخوان في هذه الدار ، وفي دار الجنة كأخي إلياس ومؤمن آل فرعون