قدوم بهذا المكان فشد فى وسطه جراب ونزل ليأخذ الفاس فلما غور فى النزول سمع هاتفّا يقول له : إلى أين أنت نازل يا عبد الله؟ فقال : نزلت لآخذ ما انفلت من يدى ، فرد عليه الهاتف : انفلت من مركب بهذا المكان أنجر فهو فى النزول إلى قيام الساعة ، والله أعلم وأحكم.
ذكر جزر مطارد الخيل
يقال إنه فى قديم العهد لم يكن هذا بحرا وإنما كان عرصة إلا أنه لا فرق بين بر العرب وبر السودان ، فلأجل ذلك أن السودان كانت تملك إقليم اليمن جميعا دائما فى زمن الجاهلية والإسلام ، ولما كثر الماء فى البحر وظهرت صعوبته من قريب صاروا يعدونه فى المراكب ، فلما غرّق البحر هذه الأراضى وكل موضع كان عاليا رجع جزيرة فى البحر يقال لها جزر المطارد ، أى مطارد الخيل ، ويقال : ان العرب فى قديم الزمان كانوا يطاردون الخيل فى قعر هذا البحر لما كان ناشفّا ، ويقال : مرابط الخيل بهذه الأمكنة والعلف والشجر موجود.
صفة جدة
هى مدينة صغيرة على ساحل البحر وهى فرضة مكة ، وليس يمكن بها السكون لازدحام الخلق بها فى أيام الموسم الحاج لأنه يلتام إليها من جميع أطراف بلاد العالم والربع المسكون والبحر المعمور من ديار مصر والمغرب والهند واليمن ، وإذا قل الماء على أهلها نقلوه من القرين من نصف الطريق ما بين مكة وجدة ،