صفة بتان العنبر
وجد أهل قلهات يوما مقابل المدينة جزيرة كبيرة فقال الشيخ مالك بن فهم : قصوا لنا أثر الجزيرة وما هو؟ فغدا الصيادون ورجعوا إليه فقالوا له : بتّان يطفو على وجه البحر ، فقال لهم : جروه إلى البلد! فركب الصيادون الصنابيق وشدوا الأحربة فى البتان وجروه وأرموه الساحل ، فصارت الخلق تتفرج عليه وعلى عظم خلقته إلى أن جاف وخاس ، فظهر فى جوفه قطعة عنبر وزنها ثلاثة أبهرة ، فلما علمت الناس بذلك قطعوه ونهبوه ووصل العنبر إلى جميع من فى البلد من قوى وضعيف ، ووصل إلى الشيخ مالك بن فهم بهار بالكبير عن مائتى منّ سنة عشر وستمائة.
فصل : البتان صادف القطعة العنبر طافية على وجه البحر فابتلعها ، فلما استقرت القطعة فى أمعائه ضعفت معدته عن هضمها فمات فطفا على وجه البحر فضربه الموج وأسنده إلى الساحل بقلهات ، استغنى به من استغنى.
حدثنى محمد بن بندار الجوزى قال : إنى اشتريت من هذا العنبر تفاريق ، صح لى جمل بأدنى شىء فأخذته وسافرت به إلى خوارزم بعته على تركان خاتون ... (١) علاء الدين محمد بن تكش على سعر العشرة مثاقيل بثلاثين دينارا.
__________________
(١) بياض بالأصل.