ذكر النخل
أول من غرس النخل الأمير على بن محمد الصليحى ، ويقال : الحبشة فى أول دولة على بن المهدى ، لما حضروا الحبشة وصلت عير من أرض الحجاز حملهم التمر فكانوا يأكلون التمر ويرمون النوى ، فمن نداوة الأرض طلع النخل ، فلما رأت أهل البلاد ذلك وعرفوا غرسه غرسوه وكثر النخل ، وهو عشر قطع : الأبيض والكديحا والمجرشية والمحلة والأثيل والمجازع وكروة والمحجر والقهيرا والمغارس وحجنة ، وكل واحدة من هذه القطع يكون عرضها وطولها ربع فرسخ ، وأما الرطب الذى بها فثلاثة أصناف : حمارى وصفارى وخضارى ، كلها ذات ألوان مختلفة ، فإذا حمل النخل يتقبل كل واحد من الناس على قدره ، ويجىء إليه الناس من باب حرض إلى آخر أعمال أبين وينزل أهل الجبال إلى تهامة ، وكم من امرأة تطلق من جهة النخل وكم تنكح امرأة من جهة النخل قال الشاعر :
هذا الشقح واللقح والطلع منه قد افتتح |
|
يا غازلات اغزلوا فالنخل قد صار بلح |
وقال آخر :
من عرف النخل والقباله |
|
أمسى وفى قلبه ذباله |
وعاش فيه معاش سوء |
|
وناله الدّين لا محاله |
ويقيمون الناس فى النخل مدة شهرين أو ثلاثة ويكون غالب أكلهم الحموضات