عليه فى الأسواق : إن فلان بن فلان خارج من الباب فكل من له عليه شىء يطالبه ، فإن ظهر عليه شىء كفى الله المؤمنين القتال ، وإن لم يظهر عليه شىء خرج إلى أى موضع شاء ، كما قيل فى المثل : المفلس فى أمان الله ، وكما قال الشاعر :
قليل الهمّ لا ولد يموت |
|
ولا أمر يحاذره يفوت |
قضى وطر الصبا وأفاد علمّا |
|
فغايته التفرد والسكوت |
ذكر خراب عدن
يفيض البحر فيغرق جميع البلد وترجع المدينة لجة من لجج البحر ، كما ذكر فى مبتدأ الخلق أنه يجوز عليها المراكب مقلعة خاطفة فتقول أهل المراكب فيما بينهم : إنا سمعنا فى قديم الأيام أنه كان فى هذا الغب بلد عظيم عامر لأهله مقيم سهل سليم ومقام كريم ، فيقول أحدهم : ما تسمى؟ فيقول له : شذ عنى اسمه.
وبعد خرابها يعمر مرسى غلافقة ، والأصح الأهواب ، إلى أن يرجع أحسن من عدن.
حدثنى أحمد بن عبد الله بن على بن الحمامى الواسطى قال : ما بقى من عمارة عدن إلا اليسير ، قلت : ولم؟ قال : لأنى قرأت فى بعض الكتب : إلا إذا اتصلت عمارتها إلى بابها.
قال ابن المجاور : وقد اتصل إلى الباب بعض العمارات.
وقال آخرون : عدن تخرب سنة سبع وعشرين وستمائة ، ودل على تصديق المقالة دخول نور الدين عمر بن على بن الرسول إلى عدن يوم الأربعاء السادس