الحميرى الذى يخرج الإصبع الوسطى على الإبهام فى الغزل ، والفارسى الذى يدخل الإبهام على الإصبع الوسطى من فوق الغزل.
من شبام إلى ظفار
من شبام إلى تريم سبع فراسخ ، وفى أوسط ضرس جبل ثابت صاعد فى الجو شبه منارة ، وقد بنى عليه حصن يسمى المشرق ، فأنشأ يقول :
أقبل من أعشقه غدوة |
|
من جانب المغرب على أشهب |
فقلت : سبحانك يا ذا العلا |
|
أشرقت الشمس من المغرب |
فصل : قعد الأمير فهد بن عبد الله بن راشد على منظرة هذا الحصن مشرف فإذا هو يرى رجلين غاديين على غير طريق ، فأنفذ قوما وراءهما فأحضروهما بين يديه فإذا هم قوم عرب ، فقال لهما : من أين جئتما؟ قالا : من بصرة العراق. قال : وكم لكما عنها؟ قالا : ثلاثة أو سبعة أيام ، فقال : قولا لى كيف قصتكم ، قالوا : إنا قوم بدو نسكن العراق والبصرة ، إذ رأى شيخ خلفنا رجلين راكبين هجينين غاديين فى الفلاة ، فقال لنا الشيخ : اقفوا لنا خبر هذين الراكبين ، فقمت أنا وصاحبى هذا تبعنا أثرهم إلى أن غلس الليل ، فلما أظلم ضاع منا الأثر ، فتممنا على حالنا فى الصعود آكام ونزول أودية ورمل وحصى ، فلما طال الشوط أردنا الرجوع إلى أهلنا فلم نعلم الطريق ، فما زلنا نسير إلى أن أشرفنا على هذه المدينة ، وما هذا الإقليم؟ قال : هذه تريم ، من أعمال حضرموت ، ارحبوا بارك الله فيكم ، فالبلد مستدار حول الحصن.