فبلغ أبا دلف ذلك فأحضره وأمر له بألف دينار فقال : تعذرنا فى ذلك ولا تتحول عن جوارنا ، فهو الذى يقول فيه على بن جبلة الضرير فى هذا المعنى :
إنما الدنيا أبو دلف |
|
بين باديه ومحتضره |
فإذا ولى أبو دلف |
|
ولّت الدنيا على أثره |
وسكنا المكان جميعا إلى أن انقرضوا ، رحمهمالله تعالى ، قال :
أف للدنيا الدنيه |
|
خبثت فعلا ونيه |
والعيش كله همّ |
|
وعقباه منيه |
ذكر بئر الرباحية
حدثنى ريحان مولى على بن مسعود بن على قال : أول من ابتدأ فى حفر البئر ربّاح ، أى قرد ، وحفر بيده الأرض إلى أن نبع ماء عذب حول عقل الساب (١) يصح غمقها نحو أربعة أذرع لا غير ، فلما رأت الفرس صورته بالحجر والجص ، وهو عن البلد نحو شوط خفيف بين نخل باسقات شامخات فبقى مستقى أهل غلافقة ، ومن يصل من المراكب الصادرة والواردة على مائها فلم يقل منه شىء ، فعرفت البئر بالرباحية ، يعنى القرد الذى ابتدأ فى حفره ، ويقال : بل كان الرباح اسم الرجل ولم يكن قردا.
وهذه البلدة فرضة الكارم إذا وصلوا من ديار مصر ، ويجلب منها الحشيش
__________________
(١) هذه الكلمة غير منقوطة فى الأصل.