ذكر بحيرة الأعاجم
قيل : لما أطلق ذو القرنين البحر من جبل باب المندب وساح نشف ما حول عدن من المياه وبقيت عدن نصفها التى تلى جبل العر مما يلى صيرة مكشوفا ومما يلى المياه وإلى جبل عمران ناشفا ، فلما استولت ملوك العجم على عدن رأوا ذلك الكشف فخافوا على البلد من يد غالبة تحاصر البلد فحينئذ قاموا فتحوا له فما مما يلى جبل عمران وأطلقوا البحر عليه فاندفق البحر فنزل إلى أن غرق جميع ما حول عدن من أرض الكشف فرجعت عدن جزيرة ، وبقى كل من أراد السفر إلى جهة من الجهات ركب متاعه فى الصنابيق ويجىء فى البحر الأصلى إلى أن يعدى البحر وجاءت الجمال فرفعوه من عند المكسر وسافروا به ، فلما رأوا ما رأوا من تعب الخلق فى ذلك بنى المكسر وهو قنطرة بنيت على سبع قواعد فصارت الخلق تسلكه على الدواب وغيرها ، وسمى البحر المستجد بحيرة الأعاجم وعرف بهم إلى قيام الساعة.
بناء عدن
لما انقطعت دولة الفراعنة خرب المكان بزوال دولتهم ، وسكن الجزيرة قوم صيادون يصيدون فى المكان فكانوا على ما هم عليه زمانا طويلا يترزقون الله فى القوت والمعاش إلى أن قدم أهل القمر بمراكب وخلق وجمع وملكوا الجزيرة بعد أن أخرجوا الصيادين بالقهر وسكنوا على ذروة الجبل الأحمر وحقّات وجبل