أواخر الجبال والأودية وأول الفلاة والرمال ، وإلى عمق أربع فراسخ وبه أعين ونخيل ، وأحرق نخلها الأمير عز الدين أبو عزيز قتادة بن إدريس سنة خمس عشرة وستمائة.
وإلى نجد أربع فراسخ وتسمى مبرك وهى أرض قفر وبها بركة عظيمة خلقها الرحمن ، ويقال : اغتسل بها ومن مائها النبى صلىاللهعليهوسلم فلا يزال بها الماء طول الدهر من بركات النبى صلىاللهعليهوسلم.
وتمر على ثلاثة جبال تسمى البرانين فإذا كنت طالبّا المدينة فاترك جبلين منها على يسارك ، وإن كنت طالبّا مكة فاتركهما عن يمينك وامش بالقرب من الجبال لكى لا تضل ، لأنه واد فيه رمل أبيض يشابه دقيق السويق ، ولا شك أنه لا ممر إليه إلا فى هذا المكان.
وإلى بئر على بن أبى طالب رضى الله عنه أربع فراسخ ، وهى بئر عظيمة البناء يروى الحاج منها ومن حولها من الأعراب ما عندهم من المواشى وغيرهم.
وإلى قباء أربع فراسخ ، وكانت مدينة قبل المدينة ، وقيل : بنيت فى زمن النبى صلىاللهعليهوسلم وفى مسجدها قبلتان : إحداهما إلى المشرق والثانية إلى الكعبة ، لما أمر الله سبحانه النبى صلىاللهعليهوسلم أن يوجه وجهه نحو الكعبة [حيث] قال : (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)(١) ثم إلى المدينة فرسخ بين نخل باسقات شامخات.
__________________
(١) الآية : ١٤٤ من سورة البقرة.