* (على) على وجهين :
أحدهما : أن تكون حرفا ، وخالف في ذلك جماعة ، فزعموا أنها لا تكون إلا اسما ، ونسبوه لسيبويه ، ولنا أمران :
أحدهما قوله [من الطويل] :
٥ ـ تحنّ فتبدي ما بها من صبابة |
|
وأخفي الذي لو لا الأسى لقضاني |
أي : لقضى عليّ ، فحذف «على» وجعل مجرورها مفعولا ، ...
______________________________________________________
تمل الندامى ما عداني فإنني |
|
بكل الذي يهوى نديمي مولع (١) |
لكن ثبت بالنقل الصحيح كما قال ابن مالك الجر بعد ، فوجب المصير إلى القول بحرفيتها في هذه الحالة.
(على)
(على وجهين :
أحدهما أن تكون حرفا وخالف في ذلك جماعة فزعموا أنها لا تكون إلا اسما ونسبوه لسيبويه ، ولنا أمران أحدهما قوله :
تحن فتبدى ما بها من صبابة |
|
وأخفى الذي لو لا الأسى لقضاني (٢) |
أي لقضى علي) أي : أهلكني (فحذفت وجعل مجرورها مفعولا) يعني : ولو كانت اسما لم تحذف ويجعل الاسم المضافة هي إليه مفعولا ، فإن قلت : غاية ما فيه حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، وهو كثير فلم لا يرتكب إذا؟ قلت : لأن القائل باسميتها يجعلها ظرفا كفوق والظرف لا يحذف ، ويقام المضاف إليه مقامه ، فإن قلت : بل هو كثير مثل لا آتيك خفوق النجم ، وسأجيئك صلاة العصر وأزورك قدوم الحاج ، أي : وقت خفوق النجم ، ووقت صلاة العصر ووقت قدوم الحاج ، فحذف الوقت وأقيم المضاف إليه مقامه ، قلت : كثرة ذلك إنما هي في الظروف الزمانية ، وأما الظروف المكانية فإنما يفعل بها ذلك قليلا مثل جلست قرب زيد أي :
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ١٠٧ ، والجنى الداني ٥٦٦ ، وجواهر الأدب ص ٣٨٢. ا ه. انظر : المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ٤ / ٣٣٤.
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو لعروة بن حزام في خزانة الأدب ٨ / ١٣٠ ، والدرر ٤ / ١٣٦ ، ولرجل من بني حلاف في تخليص الشواهد ص ٥٠٤ ، وللكلابي في لسان العرب ٧ / ١٩٥. ا ه. انظر : المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية ٨ / ١٧٠.