هُوَ الْوَلِيُ) [الشورى : ٩] أي : إن أرادوا أولياء بحق فالله هو الولي (أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللهِ) [الأنعام : ١٥٧] أي : إن صدقتم فيما كنتم تعدون به من أنفسكم فقد جاءكم بيّنة ، وإن كذبتم فلا أحد أكذب منكم فمن أظلم ؛ وإنما جعلت هذه الآية من حذف جملة الشرط فقط ـ وهي من حذفها وحذف جملة الجواب ـ لأنه قد ذكر في اللفظ جملة قائمة مقام الجواب ، وذلك يسمّى جوابا تجّوزا كما سيأتي.
وجعل منه الزمخشري وتبعه ابن مالك بدر الدين (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ) [الأنفال : ١٧] ، أي : إن افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم ، ويردّه أن الجواب المنفي بـ «لم» لا تدخل عليه الفاء.
وجعل منه أبو البقاء (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) (٢) [الماعون : ٢] ، أي : إن أردت معرفته فذلك ، وهو حسن.
وحذف جملة الشرط بدون الأداة كثير ، كقوله [من الوافر] :
٨٧٠ ـ فطلّقها فلست لها بكفء |
|
وإلّا يعل مفرقك الحسام (١) |
أي : وإلّا تطلقها.
حذف جملة جواب الشرط
وذلك واجب إن تقدّم أو اكتنفه ما يدلّ على الجواب : فالأول نحو : «هو ظالم إن فعل» ، والثاني نحو : «هو إن فعل ظالم» ، (وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ) [البقرة : ٧٠] ، ومنه «والله إن جاءني زيد لأكرمنّه» ، وقول ابن معطي :
اللّفظ إن يفد هو الكلام
إما من ذلك ففيه ضرورة ، وهو حذف الجواب مع كون الشّرط مضارعا ، وإما الجواب الجملة الاسميّة وجملتا الشّرط والجواب خبر ففيه ضرورة أيضا ، وهي حذف الفاء كقوله [من البسيط] :
٨٧١ ـ من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
[والشرّ بالشرّ عند الله مثلان](٢) |
__________________
(١) البيت من الوافر ، وهو للأحوص في ديوانه ص ١٩٠ ، والأغاني ١٥ / ٢٣٤ ، والدرر ٨٧٥ ، وخزانة الأدب ٢ / ١٥١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٦٧ ، وبلا نسبة في الإنصاف ١ / ٧٢ ، وأوضح المسالك ٤ / ٢١٥.
(١) البيت من الوافر ، وهو للأحوص في ديوانه ص ١٩٠ ، والأغاني ١٥ / ٢٣٤ ، والدرر ٨٧٥ ، وخزانة الأدب ٢ / ١٥١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٦٧ ، وبلا نسبة في الإنصاف ١ / ٧٢ ، وأوضح المسالك ٤ / ٢١٥.