أن يشاء الله أن تقوله بأن يأذن لك فيه ، ولما قاله مبعد ، وهو أن ذلك معلوم في كلّ أمر ونهي ، ومبطل ، وهو أنه يقتضي النّهي عن قول إنّي فاعل ذلك غدا مطلقا ، وبهذا يردّ أيضا قول من زعم أن الاستثناء منقطع ، وقول من زعم أن (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) كناية عن التأبيد.
حذف لام التوطئة
(وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَ) [المائدة : ٧٣] ، (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام : ١٢١] ، (وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) [الأعراف : ٢٣] ، بخلاف (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ) [هود : ٤٧].
حذف الجارّ
يكثر ويطّرد مع «أنّ» و «أن» ، نحو : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) [الحجرات : ١٧] ، أي : بأن ؛ ومثله (بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ) [الحجرات : ١٧] ، (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي) [الشعراء : ٨٢] ، (وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا) [المائدة : ٨٤] ، (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) [الجن : ١٨] ، أي : ولأن المساجد لله (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ) [المؤمنون : ٣٥] أي : بأنكم.
وجاء في غيرهما نحو : (قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) [يس : ٣٩] أي : قدّرنا له ، (وَيَبْغُونَها عِوَجاً) [الأعراف : ٤٥] أي : يبغون لها ، (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) [آل عمران : ١٧٥] أي : يخوفكم بأوليائه.
وقد يحذف مع بقاء الجرّ ، كقول رؤبة ـ وقد قيل له : كيف أصبحت ـ : «خير عافاك الله» ، وقولهم : «بكم درهم اشتريت» ، ويقال في القسم : «الله لأفعلنّ».
حذف «أن» الناصبة
هو مطّرد في مواضع معروفة ، وشاذّ في غيرها ، نحو : «خذ اللصّ قبل يأخذك» ، و «مره يحفرها» ، و «لا بدّ من تتبعها» ، وقال به سيبويه في قوله [من الطويل] :
٨٥٢ ـ [فلم أر مثلها خباسة واجد] |
|
ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله (١) |
__________________
(١) البيت من الوافر ، وهو ليزيد بن عمرو بن الصعق في خزانة الأدب ٦ / ٥١٢ ، والدرر ١ / ٩٢.
(٢) البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ملحق ديوانه ص ٤٧١ ، وله أو لعمرو بن جؤين في لسان العرب ٦ / ٦٢ مادة / خبس / ، ولعامر بن الطفيل في الأنصاف ٢ / ٥٦١ ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٢٨٩ والدرر ١ / ١٧٧.