٢٤٦ ـ ولو أنّ ما أسعى لأدنى معيشة |
|
كفاني ، ولم أطلب ، قليل من المال (١) |
وموضعها عند الجميع رفع ، فقال سيبويه : بالابتداء ولا تحتاج إلى خبر ، لاشتمال صلتها على المسند والمسند إليه ؛ واختصّت من بين سائر ما يؤوّل بالاسم بالوقوع بعد «لو» ، كما اختصّت «غدوة» بالنّصب بعد «لدن» ، و «الحين» بالنصب بعد «لات» ، قيل : على الابتداء والخبر محذوف ؛ ثم قيل : يقدّر مقدّما ، أي ولو ثابت إيمانهم ، على حد (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا) [يس : ٤١] ؛ وقال ابن عصفور : بل يقدّر هنا مؤخّرا ، ويشهد له أنه يأتي مؤخرا بعد «أما» ، كقوله [من البسيط] :
٢٤٧ ـ عندي اصطبار ، وأمّا أنّني جزع |
|
يوم النّوى فلوجد كاد يبريني (٢) |
وذلك لأن «لعلّ» لا تقع هنا ، فلا تشتبه «أنّ» المؤكدة إذا قدمت بالتي بمعنى «لعلّ» ، فالأولى حينئذ أن يقدّر مؤخرا على الأصل ، أي : ولو إيمانهم ثابت.
وذهب المبرّد والزجّاج والكوفيّون إلى أنه على الفاعليّة ، والفعل مقدّر بعدها ، أي : ولو ثبت أنهم آمنوا ، ورجّح بأن فيه إبقاء «لو» على الاختصاص بالفعل.
قال الزمخشري : ويجب كون خبر «أنّ» فعلا ليكون عوضا من الفعل المحذوف ، وردّه ابن الحاجب وغيره بقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) [لقمان : ٢٧] ، وقالوا : إنما ذاك في الخبر المشتقّ لا الجامد كالذي في الآية وفي قوله [من البسيط]:
٢٤٨ ـ ماأطيب العيش لو أن الفتى حجر، |
|
تننبو الحوادث عنه وهو ملموم |
وقوله [من الطويل] :
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٣٩ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٢٧ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣٤٢ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٢٠١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٨٠.
(٢) البيت من البحر البسيط ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ٢١٣ ، والدرر ٢ / ٦٢ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٦١ ، وهمع الهوامع ١ / ١٠٣.
(٣) البيت من البسيط ، وهو لابن مقبل في ديوانه ص ٢٧٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٦١ ، وبلا نسبة في لسان العرب ٢ / ٥ مادة / أمق /.