(الرابع) : الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتابة ولا يغيّر معناها نحو : (إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً) وإلا زقية واحدة (١) (يس : ٢٩) و (كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) وكالصّوف المنقوش (٢) (القارعة : ٥) فهذا يقبل إذا صحت روايته ، ولا يقرأ به اليوم لمخالفته لخط المصحف ، ولأنه إنما ثبت عن آحاد (٣).
(الخامس) : الاختلاف في الكلمة بما يزيل صورتها في الخط ويزيل معناها ، نحو (الم* تَنْزِيلُ الْكِتابِ) (السجدة : ١ و ٢) في موضع (الم* ذلِكَ الْكِتابُ) (البقرة : ١ و ٢).
و (طَلْحٍ مَنْضُودٍ) (الواقعة : ٢٩) وطلع منضود (٤) فهذا لا يقرأ به أيضا لمخالفته الخط ، ويقبل منه ما لم يكن فيه تضادّ لما عليه المصحف.
(السادس) : الاختلاف بالتقديم والتأخير نحو ما روي عن أبي بكر الصديق رضياللهعنه أنه قرأ عند الموت : وجاءت سكرة الحقّ بالموت (٥) (ق : ١٩) ، وبهذا قرأ ابن مسعود ؛ فهذا يقبل لصحة معناه إذا صحت روايته ، ولا يقرأ به لمخالفته المصحف ، ولأنه خبر (٦) واحد.
(السابع) : الاختلاف بالزيادة والنقص في الحروف والكلم نحو (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) (يس : ٣٥) (وَما عَمِلَتْ) (٧) ونعجة أنثى (٨) (ص : ٢٣) ونظائره ، فهذا يقبل منه ما لم يحدث حكما لم يقله أحد ، ويقرأ منه ما اتفقت عليه المصاحف في إثباته وحذفه ، نحو : (تَجْرِي تَحْتَهَا) في براءة عند رأس المائة ، [و (مِنْ تَحْتِهَا)] (٩) ، و (فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) في الحديد (الآية : ٢٤) ، وفإنّ الله الغنيّ (١٠) ونحو ذلك مما اختلف فيه
__________________
(١) قرأ ابن مسعود : زقية ، ابن خالويه ، (المختصر ص : ١٢٥).
(٢) قراءة ابن مسعود : كالصوف المنقوش بالقاف (ابن خالويه ، مختصر في شواذ القرآن : ١٧٨)
(٣) في المخطوطة (الآحاد).
(٤) قراءة علي رضياللهعنه : و (طلع) بالعين (ابن خالويه ، مختصر في شواذ القرآن : ١٥١).
(٥) ابن خالويه ، مختصر في شواذ القرآن : ١٤٤ ، وانظر تفسير الطبري ٢٦ / ١٠٠.
(٦) تصحفت في المطبوعة إلى (غير).
(٧) قال الزمخشري في الكشاف ٣ / ٢٨٦ وقرئ (وَما عَمِلَتْ) من غير ضمير ، وهي في مصاحف أهل الكوفة كذلك وفي مصاحف أهل الحرمين والبصرة والشام مع الضمير.
(٨) وهي قراءة ابن مسعود (ابن خالويه ، مختصر في شواذ القرآن : ١٣٠).
(٩) ساقطة من المخطوطة ، وهي قراءة ابن كثير بزيادة (من) وخفض التاء ، والباقون بدون (من) وفتح التاء. (التيسير ص : ١١٩).
(١٠) وهي قراءة نافع وابن عامر بحذف (هو) والباقون بإثباتها (التيسير : ٢٠٨).