[الكلام] (١) نفسه ، وهي الأتمّ ، والتام ، والذي يشبه التام ، والناقص المطلق ، والأنقص. وواحد من جهة المتكلم أو القارئ ، وهو الذي بحسب انقطاع النّفس كما سبق عن حمزة.
واعلم أن الوقف في الكلام قد يمكن أن يكون من غير انقطاع نفس وإن كان لا شيء من انقطاع النّفس إلا ومعه الوقف ، والوقوف أمرها على سبيل الجواز إلا الذي بني عليه الكلام وما سواه فعليك منه أن تختار الأفضل فالأفضل ؛ بشرط أن تطابق به انقطاع نفسك لينجذب عند السكت إلى باطنك من الهواء ما تستعين به ثانيا على الكلام الذي تنشئه بإخراجه على الوجه المذكور.
وممّا يدعو إلى الوقف في موضع الوقف الترتيل ؛ فإنه أعون شيء عليه ، وقد أمر الله تعالى به رسوله صلىاللهعليهوسلم في قوله : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (المزمّل : ٤).
ويدعو إليه اجتناب تكرير اللفظة الواحدة [في القرآن] (٢) تكريرا من غير فصل ؛ كما في قوله تعالى : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ) (الطارق : ٥ و ٦) ، وقوله : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ، فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (التوبة : ١٠٨).
[فصل] (٣)
«كلاّ» في القرآن على ثلاثة أقسام :
(أحدها) ما يجوز الوقف عليه والابتداء به جميعا باعتبار معنيين. (والثاني) ما لا يوقف عليه ولا يبتدأ به. (والثالث) ما يبتدأ به ولا يجوز الوقف عليه ، وجملته ثلاثة وثلاثون حرفا ؛ تضمنها خمس عشرة سورة ؛ كلها في النصف الأخير من القرآن ، وليس في [النصف] (٤) الأول منها شيء. وللشيخ عبد العزيز الديريني (٥) رحمهالله :
وما نزلت (كلا) بيثرب فاعلمن |
|
ولم تأت في القرآن في نصفه الأعلى |
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) هو عبد العزيز بن أحمد بن سعيد أبو محمد الدميري المعروف بالديريني العالم الشافعي الأديب الزاهد لقدوة ذو الأحوال المذكورة والكرامات المشهورة ، أخذ عن الشيخ عز الدين وغيره ممن عاصره. وله تصانيف عديدة منها تفسيره المسمّى «المصباح المنير في علم التفسير» توفي سنة ٦٩٤ ه (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٣٠٤).