المصاحف التي وجّه بها عثمان إلى الأمصار فيقرأ به إذ لم يخرجه عن خطّ المصحف ، ولا يقرأ منه ما لم تختلف فيه المصاحف ، لا يزاد شيء لم يزد فيها ، ولا ينقص شيء لم ينقص منها.
الأمر الثامن (١) ، قال أبو عبيد في كتاب «فضائل القرآن» (٢) : «إن القصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها ؛ وذلك كقراءة عائشة وحفصة : حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى صلاة العصر (٣) (البقرة : ٢٣٨) ، وكقراءة ابن مسعود : والسّارق والسّارقة فاقطعوا أيمانهما (٤) (المائدة : ٣٨).
ومثل قراءة أبيّ : للّذين يؤلون من نسائهم تربّص أربعة أشهر فإن فاءو فيهن (٥) (البقرة : ٢٢٦) ، وكقراءة سعد بن أبي وقاص : وإن كان له أخ أو أخت من أمّه (٦) فلكلّ... (النساء : ١٢).
وكما قرأ ابن عباس : لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربّكم في مواسم الحج (٧) (البقرة : ١٩٨) ـ قلت (٨) : وكذا قراءته : وأيقن أنّه الفراق (القيامة : ٢٨) وقال : ذهب الظن ، قال أبو الفتح (٩) : «يريد أنّه ذهب اللفظ الذي يصلح للشك ؛ وجاء اللّفظ الذي هو مصرّح (١٠) باليقين» انتهى ـ. وكقراءة جابر : فإنّ الله من بعد إكراههنّ لهنّ غفور رحيم (١١)
__________________
(١) تصحفت في المخطوطة إلى (الثالث).
(٢) فضائل القرآن لأبي عبيد ق ٤٨ / ب (مخطوطة توبنجن) بتصرّف.
(٣) تفسير الطبري ، ٢ / ٣٤٨ ، والمصاحف لابن أبي داود : ٨٣ مصحف عائشة أم المؤمنين وص ٨٥ ، مصحف حفصة أم المؤمنين ، وص : ٨٧ مصحف أم سلمة ، رضياللهعنهن.
(٤) كما في تفسير الطبري ٦ / ١٤٨.
(٥) قرأ عبد الله : فإن فاءو فيهن وقرأ أبي فإن فاءو فيها وروي (فيهن) كقراءة عبد الله بن مسعود رضياللهعنهما والضمير عائد إلى الأشهر. (أبو حيان ، البحر المحيط ٢ / ١٨٢).
(٦) تصحفت في المطبوعة إلى : (أم) والتصويب من فضائل القرآن لأبي عبيد وتفسير الطبري ٤ / ١٩٤.
(٧) أخرجه أبو عبيد في فضائله ص : ٣ (في القسم المطبوع من ضمن مجلة إسلاميكا). ذكرها ابن خالويه في المختصر ص : ١٢٠.
(٨) القول للزركشي ، وليس عند أبي عبيد في الفضائل.
(٩) ابن جني ، في المحتسب ٢ / ٣٤٢.
(١٠) في المحتسب (تصريح).
(١١) تصحف في المطبوعة إلى (له غفور رحيم) والتصويب من أبي عبيد ، والقراءة ذكرها القرطبي في التفسير ١٢ / ٢٥٥.