أحسن الترتيب ؛ وهو ترتيب المصحف العثماني ، وإن كان مصحف عبد الله بن مسعود قدمت فيه سورة النساء على آل عمران ؛ وترتيب بعضها بعد بعض ليس هو أمرا أوجبه الله ، بل أمر راجع إلى اجتهادهم واختيارهم (١) ، ولهذا كان لكل مصحف ترتيب ، (٢) [ولكن ترتيب] (٢) المصحف العثماني أكمل ؛ وإنما لم يكتب في عهد النبي صلىاللهعليهوسلم مصحف لئلا يفضي إلى تغييره كل وقت ، فلهذا تأخرت كتابته إلى أن كمل نزول القرآن بموته صلىاللهعليهوسلم ، فكتب أبو بكر والصحابة بعده ، ثم نسخ عثمان المصاحف التي بعث [بها] (٣) إلى الأمصار.
فائدة
اختلف في السبب في سقوط البسملة أول براءة ؛ فقيل : كان من شأن العرب في الجاهلية إذا كان بينهم وبين قوم عهد وأرادوا نقضه كتبوا لهم كتابا ، ولم يكتبوا فيه البسملة ؛ فلمّا نزلت «براءة» بنقض العهد الذي كان للكفّار ، قرأها عليهم عليّ ولم يبسمل على ما جرت به عادتهم. ولكن في «صحيح الحاكم» (٤) أن عثمان رضياللهعنه قال : «كانت الأنفال من أوائل ما نزل وبراءة من (٥) آخره ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها (٥) ، وقضى النبي صلىاللهعليهوسلم ولم يبين لنا أنها منها ، وظننا أنها منها ، ثم فرقت بينهما ، ولم أكتب بينهما البسملة» وعن مالك : «أن أوّلها لما سقط سقطت البسملة». وقد قيل : «إنها كانت تعدل البقرة لطولها». وقيل : «لأنه لما كتبوا المصاحف في زمن عثمان اختلفوا : هل هما سورتان ، أو الأنفال سورة وبراءة سورة تركت البسملة بينهما؟ وفي «مستدرك الحاكم» (٦) أيضا عن ابن عباس : «سألت عليّا عن ذلك فقال : لأن البسملة أمان ، وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان».
قال القشيريّ (٧) : «والصحيح أن البسملة لم تكن فيها ؛ لأن جبريل عليهالسلام ما نزل بها فيها».
__________________
(١) تصحّفت في المخطوطة إلى : (وأخبارهم).
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) يعني به «المستدرك على الصحيحين» وانظر الحديث فيه ٢ / ٢٢١ أول كتاب التفسير ، وفي ٢ / ٣٣٠ ، تفسير سورة التوبة.
(٥) عبارة المخطوطة (من آخر ما نزل فاشتبهت بقصرها).
(٦) المستدرك ٢ / ٣٣٠ ، كتاب التفسير تفسير سورة التوبة باب لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم.
(٧) هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك أبو القاسم القشيري النيسابوري الملقب زين الاسلام كان فقيها