قلت : ومنهم من زاد ثلاثة وسماه كتاب «العشرة» (١).
قال مكيّ (٢) : «والسّبب في اشتهار هؤلاء (٣) السبعة دون غيرهم أنّ عثمان رضياللهعنه [لما] (٤) كتب المصاحف ، ووجّهها إلى الأمصار ، وكان القرّاء في العصر الثاني والثالث كثير [ي العدد] (٥) ، فأراد الناس أن يقتصروا في العصر الرابع على ما وافق المصحف ، فنظروا إلى إمام مشهور بالفقه والأمانة في النقل ، وحسن الدين ، وكمال العلم ، قد طال عمره ، واشتهر أمره وأجمع أهل مصر على عدالته ، فأفردوا من [كلّ] (٦) مصر وجّه إليه عثمان مصحفا إماما هذه صفة قراءته على مصحف ذلك المصر ، فكان أبو عمرو من أهل البصرة ، وحمزة وعاصم من أهل الكوفة وسوادها ، والكسائيّ من العراق ، وابن كثير من أهل مكة ، وابن عامر من أهل الشام ، ونافع من أهل المدينة ؛ كلّهم ممن اشتهرت إمامتهم ؛ وطال عمرهم في الإقراء ، وارتحل الناس إليهم من البلدان. وأوّل من اقتصر على هؤلاء السبعة أبو بكر بن مجاهد سنة ثلاثمائة ، وتابعه الناس».
وألحق المحققون ، منهم البغويّ (٧) في «تفسيره» بهؤلاء السبعة ثلاثة ، وهم يعقوب الحضرميّ (٨) ، وخلف (٩) ، وأبو جعفر بن قعقاع (١٠) المدنيّ شيخ نافع ؛ لأنها لا تخالف رسم السبع.
__________________
(١) راجع الكتب المؤلفة في القراءات العشر ص ٤٥٩ ـ ٤٦٣.
(٢) الإبانة : ٦٣.
(٣) في المخطوطة : «هذه».
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) البغوي ، معالم التنزيل ، ١ / ٣٠ ، المقدمة وقد عزا البغوي هذا القول لابن مهران ، أبي بكر أحمد بن الحسين في كتابه المعروف ب «العناية» ، وقد ألحق البغوي اثنين من القراء ، ولم يذكر خلفا.
(٨) تقدم في ١ / ٤٧٠.
(٩) هو خلف بن هشام بن ثعلب أبو محمد البغدادي المقرئ أحد القراء العشرة قرأ على سليم عن حمزة وقرأ عليه أحمد بن يزيد الحلواني حدّث عن مسلم وأبو داود وابن حنبل وثقه ابن معين ت ٢٢٩ ه (الذهبي ، معرفة القراء ١ / ٢٠٨).
(١٠) هو يزيد بن القعقاع أبو جعفر القارئ أحد القراء العشرة قرأ القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وقال غير واحد قرأ على أبي هريرة وابن عباس رضياللهعنهم عن قراءتهم على أبيّ تصدى لإقراء القرآن دهرا قرأ عليه نافع ت ١٢٧ ه (الذهبي ، معرفة القراء ١ / ٧٢)