لا تعجبني (١) ، ولو كانت متواترة لما كرهها. وكذلك ذكر القرّاء أنّ الإمالة قسمان : [إمالة] (٢) محضة ، وهي أن ينحى بالألف إلى الياء وتكون الياء أقرب ، وبالفتحة إلى الكسرة وتكون الكسرة أقرب ، وإمالة تسمّى بين بين ، وهي كذلك ؛ إلاّ أن الألف والفتحة أقرب ، وهذه أصعب الإمالتين وهي المختارة عند الأئمة. ولا شكّ في تواتر الإمالة أيضا ، وإنما اختلافهم في كيفيتها مبالغة وحضورا.
أما تخفيف الهمزة ـ وهو الذي يطلق عليه تخفيف ، وتليين ، وتسهيل ، أسماء مترادفة ـ فإنه يشمل أربعة أنواع من التخفيف ، وكلّ منها متواتر بلا شك :
(أحدها) : النقل ، وهو نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ، نحو (قَدْ أَفْلَحَ) (المؤمنون : ١) بنقل حركة الهمزة ، وهي الفتحة إلى دال (قد) وتسقط الهمز فيبقى اللفظ بدال مفتوحة بعدها فاء ، وهذا النقل قراءة نافع من طريق ورش في حال الوصل والوقف ، وقراءة حمزة في حال الوقف.
(الثاني) : أن تبدل الهمزة حرف مدّ من جنس حركة ما قبلها إن كان قبلها فتحة أبدلت ألفها (٣) ، نحو «باس» (٤) ، وهذا البدل قراءة أبي عمرو بن العلاء ، ونافع من طريق ورش في فاء الفعل ، وحمزة إذا وقف على ذلك.
(الثالث) : تخفيف الهمز ، بين بين ، ومعناه أن تسهل الهمزة بينها وبين الحرف الذي منه حركتها ، فإن كانت مضمومة سهلت بين الهمزة والواو ، أو مفتوحة فبين الهمزة والألف ، أو مكسورة فبين الهمزة والياء ، وهذا يسمى إشماما ، وقرأ به كثير من القراء وأجمعوا عليه في قوله تعالى : (قُلْ آلذَّكَرَيْنِ) (٥) (الأنعام : ١٤٣ و ١٤٤) ونحوه ، وذكره النحاة عن لغات العرب.
قال ابن الحاجب في «تصريفه» (٦) : «واغتفر التقاء الساكنين ، في نحو الحسن عندك؟ وايمن الله يمينك؟ وهو في كلّ كلمة أوّلها همزة وصل مفتوحة ودخلت همزة الاستفهام عليها ؛ وذلك ما فيه لام التعريف مطلقا ، وفي ايمن الله وايم الله خاصة ، إذ لا ألف وصل مفتوحة
__________________
(١) في المخطوطة (يعجبني).
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (ألفا).
(٤) في المخطوطة (بيس).
(٥) تصحفت في المخطوطة إلى (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا...) الآية.
(٦) انظر قوله في الشافية (مع شرح الجاربردي ، طبعة دار الطباعة العامرة باستنبول ١٣١٠ ه) ١ / ١٥٠ ـ ١٥١.