هذا (١) من صحة مؤاخذة المولى لو لم يكرم واحداً من جيرانه ، لاحتمال عداوته له ، وحسن (٢) عقوبته على مخالفته ، وعدم (٣) صحة الاعتذار عنه بمجرد احتمال العداوة ، كما لا يخفى على من راجع الطريقة المعروفة والسيرة المستمرة المألوفة بين العقلاء التي هي ملاك حجية أصالة الظهور (٤).
وبالجملة : كان بناء العقلاء على حجيتها (٥) بالنسبة إلى المشتبه
______________________________________________________
(١) أي : كون العام حجة في الفرد الّذي يحتمل انطباق الخاصّ اللبي عليه ، وحاصله : أن صحة مؤاخذة المولى على مخالفة العبد له في عدم إكرام بعض جيرانه باحتمال كونه عدواً للمولى ، وعدم صحة اعتذار العبد عن هذه المخالفة بمجرد احتمال العداوة يشهدان بحجية العام في الفرد المشتبه ، ضرورة أن مخالفة غير الحجة لا توجب حسن المؤاخذة ، كما لا يخفى.
(٢) معطوف على «صحة» وضميرا «جيرانه ، له» راجعان إلى المولى ، وضمير «عداوته» إلى واحد ، وضميرا «عقوبته ، مخالفته» راجعان إلى العبد.
(٣) معطوف على «صحة» يعني : ومن عدم صحة اعتذار العبد عن عدم إكرام واحد من الجيران بمجرد احتمال عداوته للمولى ، وضمير «عنه» راجع إلى «عدم الإكرام» المفهوم من قوله : «لو لم يكرم».
(٤) فان السيرة المألوفة بين العقلاء قد استقرت على حجية أصالة الظهور مع احتمال إرادة خلاف الظاهر ، وعدم رفع اليد عنها بمجرد احتمال إرادة خلافه. وعليه ، فتكون أصالة العموم في المقام في مشكوك العداوة في المثال هي المرجع.
(٥) أي : حجية أصالة الظهور بالنسبة إلى الفرد المشتبه كمحتمل العداوة.