الشروط عدما) بأن كان زائدا على ثلاثة أحرف أو وصفه علي أفعل أو ناقصا نحو ما أشدّ دحرجته وحمرته وأشدد بكونه مستقبلا (١) وكذا إن كان منفيّا أو مبنيّا للمفعول لكن مصدرهما مؤوّل (٢) نحو «ما أكثر أن لا تقوم» و «أعظم بما نصر» ومثّل ابن النّاظم للّذي لا يقبل الفضل بـ «ما أفجع موته» و «أفجع بموته». وقال ابن هشام : لا يتعجّب منه ألبتّة (٣).
ومصدر العادم بعد ينتصب |
|
وبعد أفعل جرّه بالبايجب |
(ومصدر) الفعل (العادم) للشّروط (بعد) أي بعد أشدّ (ينتصب وبعد أفعل) أي أشدد (جرّه بالبا يجب) كغيره (٤) كما تقدّم.
وبالنّدور احكم لغير ما ذكر |
|
ولا تقس علي الّذي منه أثر |
(وبالنّدور) أي القلّة (احكم لغير ما ذكر) كقولهم ما أذرعها من امرأة ذراع (٥) أي خفيفة اليد في الغزل ، وما أخصره من اختصر (٦) ، وما أعساه وأعس به من عسى (٧) ،
__________________
(١) فالأول زايد على ثلاثة فلا يمكن أن يبني منه التعجّب فأتي بأشدّ ونصب مصدره بعده ليدل على الفعل والثاني ذو وصف على أفعل والثالث أصله (كان مستقبلا) ولكونه ناقصا قام أشدّ مقام كان وأتي بمصدره مجرورا للدلالة على الفعل.
(٢) لا صريح إذ المنفي يلتبس بالمثبت والمجهول بالمعلوم فيؤتي بفعل منفي أو مجهول مع أن ليؤمن اللبس.
(٣) أي : لا يمكن أن يبني فعل التعجب من الذي لا يقبل الفضل بأي وجه وما مثّل به ابن الناظم فليس تعجّبا لمات حقيقة بل لفجع.
(٤) أي : كغير المصدر مثل (زيد) في قولنا ما أكرم زيدا وأكرم بزيد.
(٥) أي : (ما أذرعها) مأخوذة من قول العرب امرأة ذراع (بتشديد الراء) ففعل التعجّب مأخوذ من الاسم وهو نادر.
(٦) وهو زائد على الثلاثة.
(٧) وهو فعل غير متصرف وما أحمقه مثال لما كان وصفه على أفعل.