وأكرمتهما أبويك» (١) «ضربني وضربتهما الزيدان» ، «ضربت وضربوني الزّيدين» ، ومثاله على إعمال الثّاني (٢) «قاما وقعد أخواك» ، «رأيت وأكرمت أبويك» ، «ضرباني وضربت الزّيدين» «ضربت وضربني الزّيدون». وهذا في غير فعل التّعجّب ، أمّا هو فيتعيّن فيه إعمال الثّاني كما اشترطه (٣) المصنّف في شرح التّسهيل في جواز التّنازع فيه خلافا لمن منعه كـ «ما أحسن وأعقل زيدا». (٤)
والثّان أولى عند أهل البصرة |
|
واختار عكسا غيرهم ذا أسرة |
(و) إعمال (الثّاني أولى) من إعمال الأوّل (عند أهل البصرة) لقربه (٥) (واختار عكسا) وهو إعمال الأوّل لسبقه (٦) (غيرهم) أي أهل الكوفة حال كونهم (ذا أسرة) أي صاحب جماعة قويّة.
__________________
والثاني : لما يطلبان النصب.
والثالث : فيما طلب الأول الرفع والثاني النصب.
والرابع : عكس الثالث وفي الأمثلة الأربعة تري الفعل الثاني متحملا للضمير ليعلم أنه لم يعمل في الاسم الظاهر والأول خال عن الضمير ليعمل في الظاهر.
(١) لا يقال أن الضمير في أكرمتهما يعود إلى المتأخر لفظا وربتة لأن المرجع وهو أبويك معمول للعامل المتقدم فهو متقدم على الضمير لتقدم عامله.
(٢) الأمثلة بعينها على النسق الأول إلّا أن العامل المتحمل للضمير هنا هو الأول وأمّا الثاني فهو فارغ ليعمل في الظاهر نعم في المثال الثاني كلاهما فارغان وذلك لما يأتي قريبا في قول الناظم (ولا تجىء مع أول قد أهملا) والسر فيه الاجتناب من عود الضمير إلى المتأخر لفظا ورتبة ويجوز حذف الفضلة كما تعلم.
(٣) أي : اشترط المصنف إعمال الثاني في جواز تنازع التعجب بمعني أنه لا تنازع في فعل التعجب إلّا بشرط إعمال الثاني خلافا لمن منع النتازع في التعجب مطلقا.
(٤) هنا أيضا الفعل المهمل وهو الأول فارغ عن الضمير لقوله فيما بعد (ولا تجىء ...)
(٥) أي : لقرب العامل الثاني من الاسم الظاهر لاتصاله به.
(٦) أي : لأنه اقتضي العمل في الظاهر قبل أن يأتي العامل الثاني فالأوّل سبق الثاني في العمل.