بعضهم (١) إن وجدت فائدة كقولهم «من يسمع يخل» لا إن لم توجد كاقتصارك على «أظنّ» إذ لا يخلو الإنسان من ظنّ مّا ، فإن دلّ دليل فأجزه كقوله تعالى (٢)(أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)(٣) أي تزعمونهم شركائي ، وقوله :
[ولقد نزلت] فلا تظنّي غيره |
|
منيّ بمنزلة المحبّ المكرم |
أى واقعا (٤).
وكتظنّ اجعل تقول إن ولي |
|
مستفهما به ولم ينفصل |
بغير ظرف او كظرف أو عمل |
|
وإن ببعض ذي فصلت يحتمل |
(وكتظنّ اجعل) (٥) [في المعنى] القول جوازا وانصب به مفعولين ولكن لا مطلقا بل إن كان مضارعا مسندا إلى المخاطب نحو (تقول إن ولى مستفهما به) بفتح الهاء ، أي أداة استفهام (و) إن (لم ينفصل) عنه (بغير ظرف أو كظرف) أي مجرور (أو عمل) أي معمول بمعنى مفعول نحو
متى تقول القلّص الرّواسما |
|
يحملن أمّ قاسم وقاسما |
فإن انفصل عنه (٦) بغير هذه الثّلاثة وجبت الحكاية (٧) نحو «ءأنت تقول
__________________
(١) أي : الحذف بغير دليل بشرط وجود فائدة للسامع.
(٢) فإن تقديم أين شركائي دليل على أن المزعوم هو أنهم شركاء الله.
(٣) القصص ، الآية : ٧٤.
(٤) فذكر أحد المفعولين وهو غيره وحذف الآخر للعلم به.
(٥) حاصله أن مادة القول يجوز أن ينصب مفعولين مثل تظن بشرط أن يكون بصيغة المضارع المخاطب وأن لا يكون بعد أداة الاستفهام وأن لا ينفصل بينه وبين أداة الاستفهام بشيء غير الظرف والمجرور أو معمول القول وأما الفصل بهذه الثلاثة فلا يضر بعمله ففي البيت مفعوله الأول القلصّ والثاني يحملن.
(٦) أي : عن الاستفهام.
(٧) أي : وجب حينئذ أن يكون القول بمعني الحكاية وهي نقل اللفظ من دون قصد إلى المعني والحكاية ضد ـ ـ الإخبار ففي مثل قلت زيد قائم تارة يراد بها الإخبار بقيام زيد وأخري يراد التلفظ بهاتين الكلمتين والثاني هو الحكاية.