يمدح فيه ، ويبعدهم عن الشبهة ، وكذلك المفتخر.
أما المدح فكقول الحماسي : [المعذل الليثي]
هم يفرشون اللّبد كلّ طمرّة (١)
وقول الحماسية : [عمرة الخثعمية]
هما يلبسان المجد أحسن لبسة (٢)
وقول الحماسي : [الأخنس بن شهاب التغلبي]
هم يضربون الكبش يبرق بيضه (٣)
وأما الافتخار فكقول طرفة : [بن العبد]
نحن في المشتاة ندعو الجفلى (٤)
ومما لا يستقيم المعنى فيه إلا على ما جاء عليه من بناء الفعل على الاسم قوله تعالى : (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) (١٩٦) [الأعراف : الآية ١٩٦] ، وقوله تعالى : (وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) (٥) [الفرقان : الآية ٥] ، وقوله تعالى : (وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) (١٧) [النّمل : الآية ١٧] ، فإنه لا يخفى على من له ذوق أنه لو جيء في ذلك بالفعل غير مبنيّ على الاسم ؛ لوجد اللفظ قد نبا عن المعنى ، والمعنى قد زال عن الحال التي ينبغي أن يكون عليها.
وكذا إذا كان الفعل منفيا ، كقولك : «أنت لا تكذب» فإنه أشدّ لنفي الكذب عنه من قولك «لا تكذب» وكذا من قولك : «لا تكذب أنت» أنه لتأكيد المحكوم عليه ، لا
__________________
(١) صدر البيت من الطويل ، وعجزه :
... |
|
وأجرد سباح يبذّ المغاليا |
(٢) صدر البيت من الطويل ، وعجزه :
... |
|
شحيحان ما اسطاعا عليه كلاهما |
(٣) صدر البيت من الطويل ، وعجزه :
... |
|
على وجهه من الدماء سبائب |
(٤) عجز البيت :
لا ترى الآدب فينا ينتقر
والبيت من الرمل ، وهو لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٥٥ ، وأدب الكاتب ص ١٦٣ ، وإصلاح المنطق ص ٣٨١ ، وخزانة الأدب ٨ / ١٩٠ ، ولسان العرب (أدب) ، (نقر) ، (جفل) ، ونوادر أبي زيد ص ٨٤ ، وأساس البلاغة (شتو) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٧٩٥ ، والمنصف ٣ / ١١٠.