وقد يجتمع
التجريد والترشيح كما في قول زهير :
لدى أسد شاكي
السلاح مقذّف
|
|
له لبد
أظفاره لم تقلّم
|
والترشيح :
أبلغ من التجريد ؛ لاشتماله على تحقيق المبالغة ، ولهذا كان مبناه على تناسي
التشبيه حتى إنه يوضع الكلام في علوّ المنزلة وضعه في علوّ المكان ، كما قال أبو
تمام :
ويصعد حتى
يظنّ الجهول
|
|
بأن له حاجة
في السماء
|
فلو لا أن قصده
أن يتناسى التشبيه ، ويصمم على إنكاره فيجعله صاعدا في السماء من حيث المسافة
المكانية ؛ لما كان لهذا الكلام وجه.
وكما قال ابن
الرومي :
يا آل نوبخت
لا عدمتكم
|
|
ولا تبدّلت
بعدكم بدلا
|
إن صحّ علم
النجوم ؛ كان لكم
|
|
حقا إذا ما
سواكم انتحلا
|
كم عالم فيكم
وليس بأن
|
|
قاسى ولكن
بأن رقى فعلا!
|
أعلاكم في
السماء مجدكم
|
|
فلستم تجهلون
ما جهلا
|
شافهتم البدر
بالسؤال عن ال
|
|
أمر إلى أن
بلغتم زحلا
|
وكما قال بشار
:
أتتني الشمس
زائرة
|
|
ولم تك تبرح
الفلكا
|
وكما قال أبو
الطيّب :
كبّرت حول
ديارهم لما بدت
|
|
منها الشموس
وليس فيها المشرق
|
وكما قال : [أبو
الطيب المتنبي]
ولم أر قبلي
من مشى البدر نحوه
|
|
ولا رجلا
قامت تعانقه الأسد
|
__________________