بالسّنن ، فيما المشبه فيه محسوس والمشبه به معقول.
قال الشيخ صاحب المفتاح : وفي أكثر هذه الأمثلة في معنى وحدتها تسامح.
والمركّب الحسي : طرفاه إما مفردان كالهيئة الحاصلة من الحمرة والشكل الكريّ والمقدار المخصوص في قول ذي الرمة :
وسقط كعين الدّيك عاورت صاحبي |
|
أتاها ، وهيّأنا لموقعها وكرا (١) |
وكالهيئة الحاصلة من تقارن الصور البيض ، المستديرة ، الصّغار المقادير في المرأى ، على كيفيّة مخصوصة إلى مقدار مخصوص ، في قول أحيحة بن الجلاح ، أو قيس بن الأسلت :
وقد لاح في الصبح الثّريّا كما ترى |
|
كعنقود ملّاحيّة حين نوّرا (٢) |
وأما مركّبان ، كالهيئة الحاصلة من هويّ أجرام مشرقة مستطيلة ، متناسبة المقدار ، متفرقة في جوانب شيء مظلم ، في قول بشّار :
كأنّ مثار النّقع فوق رؤوسنا |
|
وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه (٣) |
وكالهيئة الحاصلة من تفرّق أجرام متلألئة ، مستديرة ، صغار المقادير في المرأى ، على سطح جسم أزرق ، صافي الزّرقة ، في قول أبي طالب الرّقّي :
وكأن أجرام النجوم لوامعا |
|
درر نثرن على بساط أزرق (٤) |
وإما مختلفان ، كما تشبيه الشّاة الجبليّ بحمار أبتر مشقوق الشّفة والحوافر نابت على رأسه شجرتا غضا ، وكما مرّ في تشبيه الشقيق والنيلوفر.
ومن بديع هذا النوع ـ أعني المركب الحسي ما يجيء في الهيئات التي تقع عليها الحركة ـ ويكون على وجهين :
أحدهما : أن يقرن بالحركة غيرها من أوصاف الجسم ، كالشكل ، واللون ، كما في قوله : [جبار بن جزء]
__________________
(١) البيت من الكامل وهو في ديوان ذي الرمة ص ١٤٢٦ ، ولسان العرب (عور) ، وتهذيب اللغة ٣ / ١٦٥ ، وتاج العروس (عور) ، (سقط) ، وهو بلا نسبة في كتاب العين ٥ / ٧١ ، والمخصص ١٧ / ٢١ ، وفي الديوان : «لموضعها» بدل : «لموقعها».
(٢) البيت من الطويل ، وهو ليس لأحيحة بن الجلاح ، وهو لأبي قيس بن الأسلت في ديوانه ص ٧٣ ، ولسان العرب (ملح) ، والتنبيه والإيضاح ١ / ٢٧٤ ، وتاج العروس (ملح).
(٣) البيت من الطويل ، وهو في ديوان بشار بن برد ص ٤٦.
(٤) البيت من الكامل ، وهو في يتيمة الدهر للثعالبي ١ / ٢٤٤.