جواب الأولى ، وجواب الأخرى يكون محذوفا ، دلّ عليه الجواب المذكور ، وإما
أن يكون الجواب المذكور جوابا للاثنتين معا ، والجواب المتنازع فيه هو الجملة
الاسمية المصدرة بالفاء (فعليهم غضب).
وقد تحتسب
الأولى اسما موصولا خبره التركيب الشرطى ، أو خبره محذوف دلّ عليه خبر (من) اسم
الشرط الثانى ، وهو جملة (فعليهم غضب) ، أو أوجه أخرى.
ومنه : (فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ
بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ) [النساء : ٢٥].
والأخرى : أن لا يصلح الشرط الثانى جوابا للأول :
ومنه قوله
تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ
مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) [الواقعة : ٨٨ ، ٨٩]) ، حيث (أما) فيه معنى الشرط ، وتحتاج إلى جواب مصدر
بالفاء ، ويجب أن يفصل بينها وبين فاء جوابها بفاصل ذكر فى موضعه ، وتلاها حرف
الشرط (إن) ، فكلّ منهما يحتاج إلى جواب لشرطه ، ففى هذه الآية الكريمة توالى
شرطان ذوا جواب واحد ، وللنحاة فى احتساب الجواب ثلاثة أوجه :
أ ـ أن يكون
الجواب المذكور للشرط الأول ، ويكون جواب الشرط الثانى محذوفا لدلالة جواب الأول
عليه. وهذا مذهب سيبويه ، حيث يمثل ذلك بالقول : أما غدا فلك ذاك .
ب ـ أن يكون
الجواب المذكور للشرط الثانى ، ويكون جواب الشرط الأول محذوفا لدلالة جواب الشرط
الأول عليه ، وهو مذهب أبى على الفارسى ، وله رأى آخر يوافق مذهب سيبويه السابق .
ج ـ أن يكون
جواب الشرط المذكور جوابا للشرطين معا ، وجمهور النحاة على الرأى الأول.
__________________