أما الكوفيون والأخفش فيرون تثنيتهما ، وعلي رأى هؤلاء يمكن القول : جاء الفريقان أجمعان ، وانتصرت الفرقتان جمعاوان. وعلى ذلك يجرى ما وازنهما من ألفاظ التوكيد السابقة التابعة لها ، فتقول : جاء الفريقان أجمعان أكتعان أبصعان أبتعان ، وانتصرت الفرقتان جمعاوان كتعاوان بصعاوان بتعاوان.
ثانيا : التأكيد بجميع وعامة وبعامة :
قد يؤكد ما يؤكد بـ (كلّ) بألفاظ : جميع وعامة وبعامة ، فيقال : اشتريت العبد ، جميعه ، حيث (جميع) تأكيد منصوب للمفعول به المنصوب (العبد) وعلامة نصبه الفتحة.
وتقول : جاءنى القوم جميعهم. (جميع) توكيد مرفوع للفاعل (القوم).
واحترمت النسوة جميعهن. (جميع) توكيد منصوب للمفعول به النسوة ، وعلامة نصبه الفتحة.
ويمكن أن تضع عامة وبعامة موضع (جميع) للتأكيد.
من ذلك قول امرأة من العرب ترقّص ولدها (١) :
فداك حىّ خولان |
|
جميعهم وهمدان |
وكلّ آل قحطان |
|
والأكرمون عدنان |
حيث (جميع) توكيد مرفوع للخبر (حى) ، وعلامة رفعه الضمة.
والتاء لازمة في عامة وبعامة ، مثل : نافلة ، ويذكر ابن مالك فى ذلك :
واستعملوا أيضا ككلّ فاعلة |
|
من عم في التوكيد مثل النّافلة |
وتقول : جاد القوم عامتهم ، وأحببت الأسرة عامتها ، وأكرمت بناتى عامتهن ، واحترمت الفوج عامّته.
يلزم إضافة (جميع وعامة وبعامة) إلي ضمير المؤكد حتى تكون ألفاظ توكيد تتبع ما قبلها فى الإعراب ، وذلك كما ذكرنا فى الأمثلة السابقة ، ولكى ترتبط
__________________
(١) شرح التصريح ٢ ـ ١٢٣.