زيادتها فى قول الشاعر :
يموت أناس أو تشيب فتاتهم |
|
ويحدث ناس والصغير فيكبر (١) |
فمن يقول بزيادة الفاء يقدر : والصغير يكبر.
وقول الآخر :
لما اتّقى بيد عظيم جرمها |
|
فتركت ضاحى جلدها يتذبذب (٢) |
أى : تركت ضاحى ، وقد يحتسب العطف على محذوف ، والتقدير : ضربتها فتركت.
وقول زهير :
أرانى إذا ما بتّ بتّ على هوى |
|
فثمّ إذا أصبحت أصبحت غاديا (٣) |
أى : ثم إذا أصبحت ..
(ثم)
حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب ، يفيد الجمع والترتيب مع التراخى ـ على الأصح ـ كقوله تعالى : (ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (٢١) ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ) [عبس : ٢١ ، ٢٢] فالبعث بعد الإقبار بزمن طويل لا يعلمه إلا الخالق ـ جل شأنه.
وفى (ثم) لغات ، فقد تنطق (فمّ) ، و (ثمّت) ، و (ثمّت). قد تأتى (ثم) بمعنى (الواو) ، ومنه قوله تعالى : (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) [الزمر : ٦] ، أى : وجعل منها زوجها.
وقد تكون على معناها من الترتيب مع المهلة ، وتفسر على أنه ـ تعالى ـ أخرجنا من ظهر آدم كالذّرّ ، ثم خلق حواء بعد ذلك بزمان. أو أن تكون للترتيب فى الأخبار لا فى الزمان الوجودى ، أو أن استعمال (ثم) لتدّل على أن خلق حواء من قصيرى آدم آية لم تتكرر ، أما خلقنا فهو متكرر (٤).
__________________
(١) شفاء العليل ٢ ـ ٧٨٢ / الدر ، رقم ١٦٠٢.
(٢) المغنى ١ ـ ١٨٠ / شرح شواهد المغنى ١ ـ ٤٧٣ / شرح أبيات المغنى ٤ ـ ٥٤ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٨٢.
(٣) ديوانه / ١٦٨ الأمالى الشجرية ٢ ـ ٣٢٦ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٨٣ / الخزانة ٣ ـ ٥٨٨ / الدر ٢ ـ ٩١.
(٤) ينظر : الدر المصون ٦ ـ ٥.