بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
باب
ع ن ف
عنف ، عفن ، فنع ، نفع ، نعف : مستعملة.
عنف : قال الليث : العُنْفُ ضد الرفق ، يقال عَنُفَ به يَعْنُف عُنْفاً فهو عَنيف إذا لم يكن رفيقاً في أمره. قال : وأعنفته أنا ، وعنّفته تعنيفاً. قال : وعُنْفوان الشباب أوّل بهجته ، وكذلك عُنْفُوان النبات.
قلت : عُنْفُوان فُعْلُوان من العُنْف ضدّ الرفق ، ويجوز أن يكون الأصل فيه : أُنْفُوَان ، من ائتنفت الشيء واستأنفته ، إذا اقتبلتَه ، فقُلبت الهمزة عيناً ، فقيل : عُنْفوان. وسمعت بعض تميم يقول : اعتنفت الأمر بمعنى ائتنفته ، واعتنفنا المراعي ، أي رعينا أُنفها. وهذا كقولهم : «أعن ترسّمت» ، موضع «أأن ترسّمت». وأخبرني المنذريّ عن أبي العبَّاس أن ابن الأعرابيّ أنشده :
لم يَخْتَرِ البَيْتَ على التعزُّبِ |
ولا اعْتِنَافَ رُجْلَةٍ عن مركب |
قال : والاعتناف الكراهة ، يقول لم يختر كراهة الرُّجلة فيركبَ ويدع الرُجْلة ، ولكنه اشتهى الرجلة ، وأنشد في الاعتناف بمعنى الكراهة :
إذا اعْتَنَفَتْني بلدةٌ لم أكن بها |
نسيباً ولم تُسْدَدْ عليَّ المطالب |
وقال أبو عُبَيد عن أصحابه : اعْتَنَفْتُ الشيء : كرهته ، ووجدت له عليّ مشقّة وعُنْفاً. وقال أبو عبيدة : اعتنفت الأمر اعتنافاً جهِلته ، وأنشد قول رؤبة : بأربع لا يَعْتَنِفْنَ العَفْقا أي لا يجهلْن شدّة العَدْو. قال : واعتنفت الأمر اعتنافاً أي أتيته ولم يكن لي به علم.
وقال أبو نُخَيْلة :
نَعَيْتَ امرأً زَيْناً إذا تُعْقَدُ الحُبَا |
وإن أُطْلِقَتْ لم تَعْتَنِفْهُ الوقائع |
يريد : لم تجده الوقائع جاهلاً بها.
وقال بن شميل : قال الباهلي : أكلتُ طعاماً فاعتنفتُه ، أي أنكرته. قلت : وذلك إذا لم يوافقه.
ويقال : طريق مُعْتَنِفٌ أي غير قاصد. وقد اعتنف اعتنافاً إذا جار ولم يقصد ، وأصله من اعتنفت الشيء إذا أخذته أو أتيته غير حاذق به ولا عالم.