ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وفعل هذا الباب لن (١) يقدّما |
|
معموله ووصله به الزما |
وفصله بظرف او بحرف جر |
|
مستعمل والخلف في ذاك استقر |
قد تقدّم أنّ فعل التّعجّب غير متصرّف في نفسه ، فلذلك لا يتصرّف في معموله ، فلا يجوز تقديمه عليه ، فلا يجوز «ما زيدا أحسن ، ولا بزيد أحسن» ، ووصله به لازم ، فلا يفصل بينهما بغير الظّرف والجارّ والمجرور ، فلا يقال : «ما أحسن لو لا البخل زيدا» ، ولا «أحسن يا أخي (٢) بزيد».
وأما الفصل بالظّرف والجارّ والمجرور فمستعمل ، ومن كلامهم : «ما أحسن بالرّجل أن يصدق ، وما أقبح به أن يكذب» (٣) ، ومنه :
١٥٦ ـ ... |
|
وأحر إذا حالت بأن أتحوّلا |
وقوله :
١٥٧ ـ ... |
|
وأحبب إلينا أن يكون المقدّما |
__________________
الندور ، فيحفظ ولا يقاس عليه ، وقد تقدم بيان المؤلف لذلك عند شرحه لقول الناظم :
وصغهما من ذي ثلاث صرّفا |
|
قابل فضل تمّ غير ذي انتفا |
وغير ذي وصف يضاهي أشهلا |
|
وغير سالك سبيل فعلا |
وانظر في ذلك شرح المرادي : ٣ / ٧١ ، شرح دحلان : ١١٧ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٤ ، البهجة المرضية : ١١٦ ، شرح ابن الناظم : ٤٦٣ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٤١ ، كاشف الخصاصة : ٢١٣ ، شرح المكودي : ١ / ٢٣٥.
(١) في الأصل : إن. انظر الألفية : ١٠٣.
(٢) في الأصل : ياخي.
(٣) انظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ١٠٩٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٩٠ ، الهمع : ٥ / ٦٠ ، المفصل : ٢٧٧ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٤.
١٥٦ ـ من الطويل ، لأوس بن حجر ، من قصيدة له في ديوانه (٨٣) وصدره :
أقيم بدار الحرب مادام حزمها
ويروى : «الحزم» بدل «الحرب». والمعنى : أقيم بدار الحرب ما دامت هي حازمة في الإقامة ، فأنا أيضا حازم لها ، فإذا تحولت هي فالأولى لي أن أتحول. والشاهد فيه على جواز الفصل بالظرف وهو «إذا حالت» بين فعل التعجب ، وهو «أحر» ، وفاعله وهو «بأن أتحولا».
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٩٠ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٢٣٦ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٦٥٩ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٤ ، شرح ابن الناظم : ٤٦٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ١٠٩٦ ، أوضح المسالك : ١٦٩ ، فتح رب البرية : ١ / ٦١.
١٥٧ ـ من الطويل للعباس بن مرداس أحد الصحابة المؤلفة قلوبهم رضياللهعنهم أجمعين ، وهو من قصيدة له في ديوانه (١٠٢) ، وصدره:
وقال نبيّ المسلمين تقدّموا