فصل في إبدال الواو من الياء والعكس
ثمّ قال :
فصل : [في إبدال الواو من الياء والعكس]
من لام فعلى اسما أتى الواو بدل |
|
ياء كتقوى غالبا جا ذا البدل |
يعني : أنّ الياء تبدل غالبا واوا إذا كانت لاما لـ «فعلى» اسما ـ بفتح الفاء وسكون العين ـ نحو «شروى (١) ، وفتوى ، وتقوى» لأنّ الأصل «شريا ، وفتيا ، وتقيا» ، وإنّما قلبت ـ وإن لم يكن لقلبها موجب لفظيّ ـ فرقا بين الاسم والصّفة.
وفهم من قوله : «اسما» ، أنّها إذا كانت وصفا ـ لا تبدل ، نحو «خزيا (٢) وصديا» (٣).
وأشار بقوله : «غالبا» إلى ما جاء من ذلك غير مبدل ، نحو «ريّا» للرّائحة (٤) ، و «طغيا» لولد البقرة الوحشيّة (٥).
ثمّ قال :
بالعكس جاء لام فعلى وصفا |
|
وكون قصوى نادرا لا يخفى |
__________________
(١) في الأصل : سيروى. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٠. والشروى : المثل ، وشروى الشيء : مثله ، ورواه مبدلة من الياء قلبت واوا ، كما قلبت في «تقوى» ونحوها. انظر اللسان : ٤ / ٢٢٥٢ (شرا) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٠.
(٢) في الأصل : خزيان. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٠. وخزيا : مؤنث خزيان ، والخزيان : الرجل الكثير الحياء. انظر اللسان : ٢ / ١١٥ (خزا) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٠.
(٣) صديا : مؤنث صديان ، والصديان : الشديد العطش. انظر اللسان : ٤ / ٢٤٢١ (صدى) ، حاشية ابن حمدون : ٢٥ / ١٩٠.
(٤) والذي ذكره سيبويه وغيره من النحويين : أن «ريا» صفة ، وليس بشاذ ، والأصل : «رائحة ريا» أي : مملوءة طيبا. والريا : الريح الطيبة ، يقال : امرأة طيبة الريا : إذا كانت عطرة الجرم.
انظر الكتاب : ٢ / ٣٨٤ ، المنصف : ٢ / ١٥٨ ، شرح المرادي : ٥ / ٤٣ ، المقتضب : ١ / ٣٠٦ ، اللسان : ٣ / ١٨٧٧ (روى) ، الأشموني مع الصبان : ٤ / ٣١١ ، الممتع : ٢ / ٥٧٢ ، حاشية الخضري : ٢ / ٢٠٠ ، ارتشاف الضرب : ١ / ١٤٤.
(٥) و «سعيا» اسم موضع أيضا. انظر اللسان : ٤ / ٢٦٧٨ (طغى) ، شرح الأشموني : ٤ / ٣١١ ، شرح المرادي : ٦ / ٤٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٢١ ، ارتشاف الضرب : ١ / ١٤٤.