الباب السادس والثلاثون
نعم وبئس وما جرى مجراهما
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
نعم وبئس وما جرى مجراهما
فعلان غير متصرّفين |
|
نعم وبئس رافعان اسمين |
مقارني أل أو مضافين لما |
|
قارنها كنعم عقبى الكرما |
الأصل في «نعم وبئس» : «نعم ، وبئس» بفتح الفاء ، وكسر العين ـ نقلت حركة العين إلى الفاء بعد إلغاء حركتها ، وقد يأتيان على الأصل ، وقد تحذف حركة العين ، وتترك حركة الفاء على حالها ، وقد تتبع حركة الفاء بحركة (١) العين.
واللغات الأربع جارية في كلّ ثلاثيّ أوّله مفتوح ، وثانيه حرف حلقيّ مكسور ، كـ «شهد» في الأفعال ، و «فخذ» في الأسماء.
والدّليل على فعليّة «نعم ، وبئس» / دخول تاء التّأنيث عليهما في نحو «فبها (٢) ونعمت» (٣) ، ونحوه مشهور في اللّسان (٤).
__________________
(١) في الأصل : لحركة.
(٢) في الأصل : فيهما.
(٣) روى النسائي في سننه حديث رقم (١٣٨٠) عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «من توضّأ يوم الجمعة فبها ونعمت ، ومن اغتسل فالغسل أفضل». وانظر سنن أبي داود حديث رقم : ٣٥٤ ، سنن الترمذي رقم : ٤٩٧ ، سنن البيهقي : ١ / ٢٩٦ ، مسند أحمد : ٥ / ١٥ ، تلخيص الحبير : ٢ / ٦٧ ، مجمع الزوائد : ٢ / ١٧٨ ، مشكاة المصابيح : ٥٤٠. وانظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ١١٠٦ ، الهمع : ٥ / ٣٢٤ ، اللسان : (نعم) ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٩٤ ، توجيه اللمع : ٣٣١.
(٤) وهو مذهب البصريين والكسائي ، واستدلوا على فعليتهما بوجهين آخرين :
الأول : اتصال ضمير الرفع البارز بهما في لغة قوم ، وحكاها الكسائي والأخفش.
الثاني : بناؤهما على الفتح كسائر الأفعال الماضية.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ١١٠٢ ، التبصرة والتذكرة : ١ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥ ، شرح المرادي : ٣ / ٧٥ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٩٤.