الباب الحادي والأربعون
عطف النسق
ثمّ قال :
عطف النّسق
تال بحرف متبع عطف النّسق |
|
كاخصص بودّ وثناء من صدق |
هذا حدّ للمعطوف عطف النّسق (١) ، فإنّه (٢) التّالي ، أي : التّابع ، وذلك / جنس يشمل جميع التّوابع ، وكونه بحرف متبع : فصل مخرج ما عداه من التّوابع.
ثمّ العطف : تارة الإتباع فيه مطلقا ، أي : في اللّفظ والمعنى ، وتارة يكون في اللّفظ خاصّة ، وسيأتيان.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
فالعطف مطلقا بواو ثمّ فا |
|
حتّى أم (او) (٣) كفيك صدق ووفا |
هذه الأحرف السّتة هي المتبعة في اللّفظ والمعنى ، وإلى ذلك أشار النّاظم بالإطلاق ، وينبغي أن يستثني من ذلك «أم» المنقطعة ، فإنّها للإضراب ، و «أو» إذا استعملت للإضراب أيضا (٤) فإنّ التّشريك فيهما إنّما هو في اللّفظ دون المعنى (٥).
__________________
(١) عطف النسق : بفتح السين بمعنى : النسق ، من نسقت الشيء نسقا ـ بالتسكين ـ إذا أتيت به متتابعا. وكثيرا ما يسميه سيبويه باب الشركة. قال ابن هشام : وهو تابع يتوسط بينه وبين متبوعه أحد الأحرف الآتي ذكرها. وقال ابن عصفور : هو حمل اسم على اسم أو فعل على فعل ، أو جملة على جملة ، بشرط توسط حرف من الحروف التي وضعتها العرب لذلك.
انظر أوضح المسالك : ١٨٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٣٤ ، الكتاب : ١ / ٢٠٩ ، ٢١٨ ، ٢١٩ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٢٢٣ ، شرح الأشموني : ٣ / ٨٩ ، شرح الرضي : ١ / ٣١٨ ، تاج علوم الأدب : ٣ / ٩٤٨ ، الفوائد الضيائية : ٢ / ٤٤ ، شرح المرادي : ٣ / ١٩٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٢٠٢ ، التسهيل : ١٧٤ ، معجم النحو : ٢٤٣ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٦٢٩.
(٢) في الأصل : بأنه.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر الألفية : ١١٦.
(٤) في الأصل وردت كلمة : «أيضا» بعد : «فيهما» الآتية.
(٥) هذا هو الصحيح عند ابن مالك ، وذهب الجمهور إلى أن «أو» و «أم» مشركان في اللفظ لا في المعنى دائما. قال المرادي : «فإن قلت : أطلق في «أم» و «أو» وينبغي أن يقيدهما بأن لا