الباب الخامس والخمسون
عوامل الجزم
ثمّ قال :
عوامل الجزم
بلا ولام طالبا ضع جزما |
|
في الفعل هكذا بلم ولمّا |
عوامل الجزم تنقسم إلى ما يجزم فعلا واحدا ، وهو (١) الأربعة الّتي / ذكرها النّاظم في هذا البيت ، وإلى ما يجزم فعلين ، وهو بقيّتها.
والأربعة : «لا (٢) ، والّلام» الطّلبيّتان ، سواء أريد بهما النّهي أو الأمر ، نحو : (فَلا)(٣) تَقُلْ لَهُما أُفٍ [الإسراء ٢٣] ، (وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ) [البقرة : ٢٨٢] ، أو الدّعاء ، نحو : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا) [آل عمران : ٨] ، ونحو : (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) [الزخرف : ٧٧].
ودخول الّلام على فعل المتكلّم المفرد أو المشارك ، ما دام مبنيّا للفاعل ـ قليل ، نحو : «قوموا فلأصلّ لكم» (٤) ، وكقوله : (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) [العنكبوت : ١٢] ، ودخول «لا» عليه أقلّ ، نحو :
__________________
(١) في الأصل : وهي.
(٢) «لا» الطلبية : كلمة بسيطة. وزعم بعضهم أن أصلها : لام الأمر زيدت عليه ألف فانفتحت.
وزعم السهيلي والكسائي أنها «لا» النافية ، والجزم بعدها بلام الأمر مضمرة قبلها ، وحذفت كراهية اجتماع لامين في اللفظ. قال المرادي : وهما زعمان ضعيفان.
انظر شرح المرادي : ٤ / ٢٢٨ ، الهمع : ٤ / ٣١٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٤٦ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣ ، الجنى الداني : ٣٠٠ ، مغني اللبيب : ٣٢٧ ، جواهر الأدب : ٣١٠ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٤٣.
(٣) في الأصل : ولا.
(٤) الحديث بهذا اللفظ في صحيح البخاري : ١ / ١٠٧ (كتاب الصلاة : باب الصلاة على الحصير). وروي بلفظ «فلأصلّي» بإثبات الياء في البخاري : ١ / ٢١٨ ، مسلم حديث رقم : ٢٦٦ ، مسند أحمد : ٣ / ١٦٤ ، فتح الباري : ١ / ٤٩٠ ، ١ / ٤٥٠. والحديث بلفظ المؤلف في شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٥٦٧ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣ ، شرح الرضي : ٣ / ٢٥٢ ، شرح ابن الناظم : ٦٩٠ ، الهمع : / ٣٠٨ ، مغني اللبيب : ٢٩٦ ، كاشف الخصاصة : ٣١٦ ،