فقال سيبويه والأكثرون : العدل (١) مع العلميّة (٢) ، وإلى ذلك أشار النّاظم بقوله : «وهو نظير جشم» ، فإنّ «جشم» فيه العدل والعلميّة ، وعلى هذا فهو معدول عن «فاعلة» ، كما أنّ «جشم» معدول عن «فاعل».
وقال المبرّد : المانع التّأنيث المعنويّ مع العلميّة كـ «زينب» (٣).
وعندي : أنّ قوله (٤) أصحّ (٥) ، إذ الموجب لادّعائه العدل ما سبق من وجود منع الصّرف ، مع عدم ظهور علّة أخرى ، وهنا قد وجدت علّة أخرى ، وهي التّأنيث ، فلا يعدل إلى العدل.
وأمّا نحو :
٢٣٦ ـ ومرّ دهر على وبار |
|
فهلكت جهرة وبار |
__________________
انظر الكتاب : ٢ / ٤٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٤٧٦ ، شرح الرضي : ٢ / ٧٩ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٢٤٣ ، المقتضب : ٣ / ٣٧٥ ، الفوائد الضيائية : ١ / ٢٢٢ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ٦٥ ، الهمع : ١ / ٩٣ ، شرح المرادي : ٤ / ١٦٠.
(١) في الأصل : الأعدل.
(٢) انظر الكتاب : ٢ / ٣٨ ، شرح المرادي : ٤ / ١٦١ ، الهمع : ١ / ٩٣ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٢٤٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٢٥ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٦٩ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٠٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٤٣٦.
(٣) وقيل : لتضمنه معنى الحرف ، وهو علامة التأنيث في المعدول عنه ، وإليه ذهب الربعي.
انظر المقتضب : ٣ / ٣٧٤ ، شرح المرادي : ٤ / ١٦١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٢٥ ، تاج علوم الأدب : ١ / ٥٨ ، الهمع : ١ / ٩٣ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٢٤٤ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٦٩ ، شرح الرضي : ١ / ٥٦ ، حاشية الخضري : ١ / ١٠٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٤٣٦.
(٤) أي : قول المبرد.
(٥) وقال الأشموني : وهو أقوى على ما لا يخفى. انظر شرح الأشموني مع الصبان : ٣ / ٢٦٩ ، تاج علوم الأدب : ١ / ٥٨. وقال بعضهم : الظاهر مذهب سيبويه لأن الغالب على الأعلام أن تكون منقولة ، فلهذا جعلت معدولة عن فاعلة المنقولة عن صفة كما تقدم في «عمر» ، وإليه ذهب أبو حيان.
انظر شرح المرادي : ٤ / ١٦١ ، الهمع : ١ / ٩٣ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٢٤٤ ، وانظر ارتشاف الضرب : ١ / ٤٣٦.
٢٣٦ ـ من مخلع البسيط للأعشى ميمون بن قيس في ديوانه (١٩٤) ، من قصيدة له قالها في هجاء بني جحدر. ويروى : «عنوة» بدل «جهرة». قوله : «وبار» اسم قبيلة ، وقيل : اسم مدينة يسكنها الجن وكانت محلة عاد. جهرة : عيانا. والشاهد في قوله : «وبار» حيث جمع فيه بين اللغتين ـ كما قيل ـ إحداهما : هي البناء على الكسر ، وذلك في قوله : «على وبار» ، والأخرى : هي الإعراب كإعراب ما لا ينصرف ، وذلك في قوله : «جهرة وبار» فرفع «وبار» بـ «هلكت».