أمّا لو لم يرد بـ «سحر» التّعيين (١) ـ صرف ، كقوله تعالى : (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ)(٢) / بِسَحَرٍ [القمر : ٣٤] ، وكذلك لو أريد به الاسم دون الظّرف (٣) إلّا أنّه يلزمه في هذه الحالة الإضافة ، نحو «طاب سحر ليلتنا» ، أو «أل» نحو «طاب السّحر».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وابن على الكسر فعال علما |
|
مؤنّثا وهو نظير جشما |
عند تميم واصرفن ما نكّرا |
|
من كلّ ما التّعريف فيه أثّرا |
ما جاء من الأعلام على «فعال» كـ «حذام وقطام» (٤) ، فإنّ أهل الحجاز يبنونه على الكسر (٥) ، لشبهه بـ «نزال» وبابها من أسماء الأفعال ، وعليه جاء :
٢٣٥ ـ إذا قالت حذام فصدّقوها |
|
فإنّ القول ما قالت حذام |
وبنو تميم يعربونه إعراب ما لا ينصرف (٧) ، واختلف في المانع من صرفه :
__________________
(١) في الأصل : التعين.
(٢) في الأصل : الا آل لوط نجيناهم. مكرر.
(٣) في الأصل : الضرب.
(٤) حذام : اسم امرأة معدول عن حاذمة من الحذم وهو القطع. وقطام : اسم امرأة أيضا معدول عن قاطمة ، من القطم وهو العض ، وقطع الشيء بمقدم الفم.
انظر اللسان : ٢ / ٨١٣ (حذم) ، ٥ / ٣٦٨٢ (قطم) ، شرح ابن يعيش : ٤ / ٦٢ ، المقتضب : ٣ / ٣٧٢ ، الكتاب : ٢ / ٤٠ ، حاشية الصبان : ٣ / ٢٦٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٤٣٦.
(٥) في الأصل : الكثر.
٢٣٥ ـ من الوافر نسب في الشواهد الكبرى للجيم بن صعب والد حنيفة وعجل ، وقيل : هو لديسم بن طارق (وكلاهما جاهليان). ويروى : «فأنصتوها» بدل «فصدقوها» أي : فأنصتوا لها. حذام : أم عجل ـ وأم حنيفة : البرشاء ـ سميت حذام لأن ضرتها البرشاء حذمت يدها بشفرة فصبت عليها حذام جمرا ، فبرشت ، فسميت البرشاء. والشاهد في قوله : «حذام» فإنه فاعل في الموضعين ، وحقه الرفع ، ولكنه بني على الكسر تشبيها له بـ «نزال» وهو مذهب أهل الحجاز.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٢٥ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٦٨ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٧٠ ، شذور الذهب : ٩٥ ، أمالي ابن الشجري : ٢ / ١١٥ ، الخصائص : ٢ / ١٧٨ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ٦٤ ، مغني اللبيب (رقم) : ٤٠٤ ، شواهد المغني : ٢ / ٥٩٦ ، أبيات المغني : ٤ / ٣٢٩ ، شواهد الفيومي : ٣٠ ، اللسان : (رقش ، حذم) ، شواهد الجرجاوي : ١٣ ، المقتصد : ٢ / ٧٧٣ ، شرح اللمحة لابن هشام : ١ / ٢٣٤ ، الإفصاح : ٢٣١ ، أوضح المسالك : ٢٢٧ ، فتح رب البرية : ١ / ٢٥٢.
(٦) أما ما كان آخره راء ، فالحجازيون والتميميون متفقون في بنائه على الكسر كـ «حضار».