على اختصاص الآية الثالثة بالكافر.
٣ ـ ( بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَـطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فأُوْلَـئِكَ أَصْحَـبُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَـلِدُونَ ) (١).
يلاحظ عليه : أنّ الموضوع للحكم بالخلود ليس مطلق من كسب السيّئة ، بل من اكتسب السيّئة واحاطت به خطيئته ، والمسلم المؤمن مهما كان عاصياً لاتحيط به خطيئته ، فإنّ في قلبه نقاطاً بيضاء يشع منها إيمانه واعتقاده بالله سبحانه وانبيائه وكتبه.
٤ ـ ( إِنَّ الْمـُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَـلِدُونَ * لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَـهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ هُمُ الظَّـلِمِينَ ) (٢). بحجّة أنّ المجرم أعم من الكافر والمؤمن الفاسق ، وقد حكم عليه على وجه الاطلاق ، بالخلود في النار.
يلاحظ عليه : أنّ الآية واردة في حقّ الكفّار بشهادة سياقها ، قال سبحانه قبل هذه الآية : ( الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِـَايَـتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ * ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) ثم يقول ( إِنَّ الْمـُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَـلِدُون ) فبحكم المقابلة مع قوله ( إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) فالمقصود من المجرمين هو الكفّار.
هذه هي الآيات استدلّت بها الخوارج ثمّ المعتزلة على تأبيد صاحب الكبيرة في النار.
فلنكتف بهذا المقدار ، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى محاضراتنا الكلاميّة (٣).
__________________
١ ـ البقرة : ٨١.
٢ ـ الزخرف : ٧٤ ـ ٧٦.
٣ ـ محاضرات الاستاذ العلاّمة جعفر السبحاني بقلم الشيخ حسن محمد مكي : الالهيات ٢ / ٩١٠ ـ ٩١٢.