انكشاف قبر
الامام امير المؤمنين
توفي الامام أمير المؤمنين في السنة الأربعين للهجرة النبوية ، فانطلق روحه الفاتح إلى عالم الملكوت ، وتحرر من هذه الدنيا التي كانت تضيق به ، فنقل الامامان السبطان الجسد الطاهر الزكي إلى ربوة بظهر الكوفة يقال لها «النجف» ودفنوه هناك سراً.
لقد شيدت أركان الاسلام بساعد أمير المؤمنين حيث قصم بسيفه ظهر الكفر ، وجدع أنف الشرك وعبد ة الأصنام ، وضحى بكلّ ما أتاه الله لتنتشر تعاليم الاسلام في الجزيرة العربية ، بل في العالم أجمع ، بيد أنّ حثالة المجتمع ممن اشتدّ عوده وقوي وجوده زمن الجاهلية الجهلاء بقيت تكن الحقد ، وتملأ صدورها بالضغينة ، وكيف لا؟! وقد قتل بالأمس صناديدهم وطردهم اليوم عن مراكز القوة والثراء ، وكان يخشى من هؤلاء أن تمتد أحقادهم على الامام الطاهر الطهر إلى ما بعد الوفاة فيتجاسرون على مرقده الزكي المقدس ؛ ولهذا كان الدفن سرياً للغاية.
وبقي المرقد المقدس في الخفاء زهاء (١٥٠ عاماً) لا يعرفه إلّا الأئمة الأبرار وخواص شيعتهم ، فيتحينون الفرص للتزود من تلك التربة المعطاء ، فيزورونها تحت جنح التقية بعيداً عن عيون الظالمين ، بل والناس أجمعين.