هناك ليلتين ، ومنهم من قضى ثلاث ليالي ، وأقل من ذلك وأكثر يبيتون على الرصيف ، وباب السفارة لا يفتح إلّا نادراً ، فالتفت إلى صاحبي وقلت له : هل أنت عازم على السفر إلى كربلاء؟
فقال : عجباً!! ولماذا إذن جئت من مشهد إلى هنا؟!
فقلت له : كيف تريد الذهاب إلى كربلاء ووضع التأشيرة كما ترى؟!
قال : لا أعلم.
قلت : أنا أعرف الحلّ!
قال : وما هو؟
قلت له : تنذر ألف صلوات (أي تقول ألف مرة : اللّهمّ صلّ على محمد وآل محمد) لأُم البنين وأنا أيضاً أفعل ذلك وستحصل التأشيرة إن شاء الله.
فنذرنا معاً ألف صلوات على النبي وآله هدية لأُم البنين عليهاالسلام ، ثم وقفنا قليلاً مقابل باب السفارة فلم نر أي طارق يتحرك ذهاباً أو إياباً ، دخولاً أو خروجاً ، فليس من والج ولا من خارج وكأنّ بناية السفارة على ضخامتها مهجورة وليس فيها ديار.
بصيص أمل :
وفجأة قال صديقي : تذكرت الآن أنّي أحمل رسالة إلى سكرتير السفير الپاكستاني ، فلنذهب إليه ونسلمها إياه ما دمنا قد وصلنا إلى هنا ومن ثُمّ نعود إلى هنا لننظر ماذا يكون.
اكترينا سيارة وتوجهنا إلى سفارة الپاكستان ، وبالفعل فقد وجدنا الشخص المطلوب وسلمناه الرسالة ، وكان استقباله لنا حاراً وقد أحاطنا بالحفاوة والتكريم وسألنا : أين ستذهبون بعد طهران؟