بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المترجم
منذ أن خلق الله ـ تبارك وتعالى ـ آدم عليهالسلام وحواء كانت ثمة فوارق بينهما حيث خلق الله كل لغايته وهو الذي خلق كل شيء فقدر وهدى ....
ومنذ أن هبط آدم عليهالسلام وحواء وكان ثالثهم على الأرض إبليس ـ لعنه الله ـ وأخذ ذرية النبي وزوجه تتكاثر على الأرض سعى إبليس ليفسد بينهم ، ويزين لهم ، ويقلب لهم المفاهيم ، ويريهم المصلحة مفسدة والمفسدة مصلحة ، وابناء آدم وبنات حواء منهم من تبع إبليس عالماً عامداً ، ومنهم من غرته أمانيه فانزلق في صراط الجحيم ، وراح يهوى إلى الحضيض ، ويلتهب كلّ يوم في لظى الأمنيات من جديد ، ويغمس رأسه في ألوان الشهوات يتلذذ بها ، ويأبى أن ينيط الغشاوة عن عينه لئلا تذوب أحلامه التي قد يتصورها برداً يطفى عنه سعير الشهوات.
هكذا انحدر خط الضلال وهو يجرف كلّ ما يجد في طريقه ، ويحاول جرجرت المتفلّتين من خط الهدى ، وصار تلاميذ إبليس يتفوقون على استاذهم أحياناً (فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) حيث أخذوا ينظرون لسقوطهم ويعرضونه في زي الأصالة والضرورة والتجدد والتطور ومماشاة عامل الزمن والانسجام مع الجغرافيا ، وصار الحرام عادة وسنة اجتماعية يستسيغها الطبع المريض ، تماماً كما