(١) الانتماء
ينتهي نسب أُم البنين عليهاالسلام إلى جعفر بن كلاب زعيم هوزان ورئيسها في عصره.
وكانت هوزان تقطن في الطرف الجنوبي من مكة ويمتد نفوذها إلى حدود اليمن ، مما جعل قسماً منهم يعيش البداوة وقسماً يعيش الحضرية ، إلّا أنّهم اتفقوا جميعاً على عبادة الأوثان.
وكان بينهم وبين سكان مكة عداوات قديمة أدّت إلى نشوب الحرب بينهم مراراً ، وقد اشترك في أحدها النبي صلىاللهعليهوآله وعمه أبو طالب عليهالسلام ـ ضد هوازن ـ ، وقتل في أخرى «خويلد» والد خديجة عليهاالسلام أم المؤمنين وزوجة النبي الأمين صلىاللهعليهوآله.
فلما كان فتح مكة أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله أن يطهر المسلمون أطراف مكة من الأصنام ، فلمّا سمعت هوازن بذلك أقبلت بكل قبائلها وساقت معها نساءها وأموالها في عشرين ألف ، واستعدت للحرب دفاعاً عن أصنامها ، وهي تنوي أن تسيطر على مكة وتستريح من قريش ، فخرجوا عن بكرة أبيهم.
فلما بلغ خبرهم إلى أهل مكة أصابهم الذعر ، واضطربت قريش لمعرفتها بشجاعة هوزان وأقدام أبطالها ، وهم يعلمون أنّ سيوف هوزان أخطر من صواعق السماء.
فاجتمع المسلمون جميعاً من أسلم منهم قبل الفتح وبعده ، ونبذوا الخلافات ،