وقال العلامة السماوي في «إبصار العين» : وقد كانت تخرج إلى البقيع كلّ يوم ترثيه وتحمل ولده عبيد الله فيجتمع لسماع رثائها أهل المدينة ، وفيهم مروان بن الحكم ، فيبكون لشجى الندبة ، وكان من قولها عليهاالسلام :
يا من رأى العباس كر |
|
على جماهير النقد |
ووراه من أبناء حيدر |
|
كل ليث ذي لبد |
انبئت أن ابني أصيب |
|
برأسه مقطوع يد |
ويلي على شبلي أما |
|
ل برأسه ضرب العمد |
ولو كان سيفك في يد |
|
يك لما دنا منه أحد |
وقولها عليهاالسلام :
لا تدعوني ويك أم البنين |
|
تذكريني بليوث العرين |
كانت بنون لي ادعى بهم |
|
واليوم أصبحت ولا من بنين |
أربعة مثل نسور الربى |
|
قد واصلوا الموت بقطع الوتين |
تنازع الخرصان أشلائهم |
|
فكلهم أمسى صريعاً طعين |
يا ليت شعري أكما أخبروا |
|
بان عباساً قطيع اليمين (١) |
كانت أم البنين من النساء الفاضلات العارفات بزمانها والعارفات بحقّ أهل البيت عليهمالسلام ، كما كانت فصيحة لسنة ورعة ، وكانت ممن حمى حريم الحسين ، وأقامة العزاء عليه لتشارك في حفظ ثورته والوفاء لدمه الذي سكن الخلد ، وتشكل حلقة مهمة في امتداد الثورة ، وتكون صوتاً للحنجرة المقدسة التي قطعت.
وقد اتخذت من أسلوب الندبة والنياحة سبيلاً للنداء بمظلومية الحسين
__________________
(١) إبصار العين : ٣١ ـ ٣٢.