لمّا بنى النبي صلىاللهعليهوآله مسجده الشريف بنى لأزواجه حجراً ، وبنى حجرة لفاطمة عليهاالسلام ، وكانت هذه الحجرة باقية على حالها إلى سنة (٨٨) هجرية ، وكانت الحجرة الشريفة في يد الامامين الحسنين (عليهماالسلام).
قال المؤرخون : إنّ حجر أزواج النبي صلىاللهعليهوآله أدخلت في المسجد بأمر الوليد بن عبد الملك.
قال عطاء الخراساني : أدركت حجرات أزواج النبي صلىاللهعليهوآله من جريد على أبوابها المسوح من شعر أسود ، فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يُقرأ يأمر بادخال حجر أزواج النبي صلىاللهعليهوآله ، فما رأيت يوماً أكثر باكياً من ذلك اليوم (١).
لم يكن في مسجد النبي صلىاللهعليهوآله محراباً على عهد النبي ، وزمان بعده ، وكان اول من أحدث المحراب عمر بن عبد العزيز حيث بناه في الموضع الذي كان يصلي فيه صلىاللهعليهوآله (٢).
دفن النبي صلىاللهعليهوآله في بيته ويقال لموضع قبره «الحجرة المطهرة» ، وطولها «١٦» متراً وعرضها «١٥» متراً ، ومساحتها الاجمالية «٢٤٠» متراً مربعاً.
وفي زوايا الحجرة الشريفة اسطوانات من الرخام المحكوك بدقة عالية بحيث تميزت عن سائر اسطوانات المسجد.
__________________
(١) انظر للزيادة وفاء الوفاء : الجزء الأول الباب التاسع والباب السادس عشر.
(٢) أنظر : وفاء الوفاء ١ / ٥٢٥ الفصل السابع عشر.