والحديث الشاذ يطلق على الحديث الصحيح
الذي يرويه الثقاة بطريق واحد ، ولكنه يبتلى بروايات معارضة أخرى
، أو أنّه ـ كما قال المجلسي : الخبر الصحيح المخالف للمشهور .
وليت الصدوق والطوسي رضوان الله عليهما
رويا الحديث بسنده تاماً كاملاً لنأخذه ونحدد تكليفنا على أساسه مع ملاحظة الأخبار
المعارضة ، فقد يفتح الله علينا اليوم ما كان مبهماً بالأمس.
الفقهاء :
ذهب مشهور الفقهاء المعاصرين إلى أنّ
الشهادة الثالثة ليست جزءاً من الأذان والاقامة ، ولا إشكال بالاتيان بها بقصد
التبرك والتيمن ، وجزم أخرون بأنها جزءاً منها ، نذكر بعضهم على سبيل المثال :
١
ـ الشيخ عبد النبي العراقي رحمهالله : حيث
كتب تلميذه الفاضل الشيخ محمد حسين آل طاهر رسالة قرر فيها بحثه الخارج في الفقه
في مسألة الشهادة الثالثة في الأذان والاقامة ، وقد سماها «رسالة الهداية في كون
الشهادة بالولاية في الأذان والاقامة جزءاً كسائر الأجزاء» وقد استدل فيها على ما
ذهب اليه بعشرة أدلة وقال :
«فالدليل على مشروعية الشهادة بالولاية
على نحو الجزئية وزان سائر الأجزاء ...».
وقال بعد إتمام استدلاله على هذه المسألة
:
«قد انقدح عما ذكرنا من الأدلة استحباب
الشهادة بالولاية لعلي باحدى الصيغتين
في الأذان والاقامة ، فان مقتضى القاعدة الأولية وجوب الشهادة فيهما
__________________